كشف الناخب الوطني لكرة اليد، فئة السيدات، مراد أيت وعراب، أن القائمة المعنية السفرية الإعدادية التي قادت السباعي الجزائري أمس نحو فرنسا، عرفت غياب لاعبات المجمع الرياضي النفطي لارتباطهن بمنافسات البطولة العربية للأندية التي ستحتضنها مدينة مراكش المغربية في الفترة ما بين 23 و29 مارس الجاري. وقال المدرب مراد وعراب في هذا الحوار الذي خص به ”المساء”، إن عودة عبد العزيز درواز إلى عائلة كرة اليد من شأنها إعطاء دفع قوي للكرة الصغيرة الجزائرية عامة والمنتخب النسوي خاصة، لاسيما وأنها مقبلة على مشاركات نوعية خلال الموسم الجاري، وفي مقدمتها الألعاب المتوسطية ومونديال صربيا.
بداية، أين وصلتم في التحضيرات لمونديال صربيا؟ المنتخب الوطني يجري تحضيراته مثلما كان مسطرا له، حيث استفاد في نهاية الأسبوع الماضي من تربص قصير بزرالدة دام يومين، وهي المحطة التي سبقت السفرية الإعدادية لفرنسا التي تستغرق عشرة أيام، وسيجري السباعي الجزائري خلالها أربع مواجهات ودية مع أبرز الأندية الناشطة في البطولة الفرنسية الأولى ويخص الأمر كل من فريقي نيس وتولون.
هل تربص فرنسا ستحضره اللاعبات المغتربات؟ بطبيعة الحال، فمحترفاتنا اللائي أعربن لمرات عديدة عن استعدادهن الكامل لتقديم خدماتهن للسباعي الجزائري، تتواجدن حاليا في فترة تسمح لهن بالالتحاق بالتشكيلة الوطنية الجماعية التي تراهن على تحقيق نتائج جدية في المواعيد الدولية الكبرى، يوجد على رأسها الألعاب المتوسطية المقررة بتركيا شهر جوان القادم والبطولة العالمية في صربيا شهر ديسمبر.
لماذا لم يتم استدعاء النفطيات لسفرية فرنسا؟ كما نعلم، فإن فتيات المجمّع الرياضي النفطي توّجن في الموسم المنصرم 2011/2012، بكأس الجزائر، الأمر الذي جعل مشاركتهن في البطولة العربية للأندية البطلة المقررة بمراكش في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، حتمية مقارنة بفريقي تقرت وشبيبة قسنطينة اللذين ارتأيا حضور غمار الموعد العربي بقرار من إدارتهما، حيث تنويان من خلاله كسب الاحتكاك والتعود على منافسات من الحجم العالي.
ماهي الجوانب التي سيركز عليها الناخب الوطني في التدريبات؟ الشيء الذي أؤكد عليه في كل مناسبة هو تنظيم خط الدفاع لأنه يصنع الفارق بإمتياز في اللحظات الحرجة، مثلما شاهدناه أمام المنتخب التونسي في الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا الأخيرة، حيث أصبح يشكل نقطة قوة المنتخب الوطني الذي يرتكز لعبه على خطة 1- 3-3، وسنحاول في هذه المحطة التحضيرية تقييم قدرات المجموعة على مستوى تحسين الأداء الهجومي، من أجل تدارك النقص الملحوظ في الجانب البدني للاعباتنا مقارنة مع نظيرتهن من إفريقيا وأوروبا.
وماذا عن بقية الرزنامة؟ بعد انتهاء معسكر فرنسا... ستواصل اللاعبات تدريباتهن محليا رفقة الأندية التي ينشطن معها، وذلك إلى غاية 24 ماي المقبل، أي بعد إجراء منافستي البطولة والكأس... وبعدها ستستأنفن زميلات نبيلة تيزي التحضيرات الدولية بكل من فرنسا والمجر وذلك قبل شهر ونصف من انطلاق الطبعة ال 17 للألعاب المتوسطية.
كيف ترون حظوظ منتخبكم في المواعيد المذكورة؟ سيشارك السباعي الجزائري دون عقدة في موعدي تركيا وصربيا،لأن الفريق ليس لديه ما يخسره أمام منتخبات عريقة على غرار صربيا وفرنسا وإسبانيا والمجر... ،وفي الواقع، فإن المهمة ستكون صعبة كون المنتخبات المؤهلة مستواها عال جدا ولاعباتها متعودات على اللعب في أكبر المنافسات الأوروبية على غرار كأس رابطة أبطال أوروبا...، لهذا أتمنى فقط أن نحافظ على نفس الوتيرة وسنلعب إلى آخر دقيقة من كل مباراة مهما كانت النتيجة.
أسلفتم أن عودة درواز إلى قواعده سيمنح للكرة الصغيرة دفعا جديدا، كيف ذلك؟ درواز يعد من التقنيين العالميين البارزين، وهو صانع مجد كرة اليد الجزائرية خلال الثمانينيات من خلال إحرازه لخمسة ألقاب قارية متتالية (1981، 1983، 1985، 1987 و1989 )، إضافة إلى ميدالية ذهبية في الألعاب المتوسطية لسنة 1987 في اللاذقية السورية في نهائي هزم فيه المنتخب الوطني نظيره الفرنسي، كما درب فريق مولودية الجزائر الذي نال معه سجلا هاما من خلال حصوله على العديد من الألقاب الوطنية، (بطولات وكأس الجزائر) والقارية ( كأس الأندية البطلة وكأس الكؤوس والكأس الممتازة) … فهذه التجربة من شأنها دفع الكرة الصغيرة الجزائرية إلى الأمام لاسيما وأنها عاشت أزمة حادة تسببت في تجميد الدوري المحلي لفئة الرجال لموسمين متتاليين.
هل من إضافة؟ أدعو كل الأعضاء الفاعلين في أسرة كرة اليد، التحلي بالرزانة والموضوعية لتفادي سيناريو النزاعات التي شهدتها الاتحادية المنقضية ولايتها حتى لا تؤثر على مردود الكرة الصغيرة الجزائرية قاريا ودوليا، لاسيما وأن الجزائر تتأهب العام المقبل إلى استضافة البطولة الإفريقية لفئة الأكابر.