استوقفني وأنا أتصفح كتاب التربية الإسلامية السنة الثانية ابتدائي، درس يتحدث عن آداب الطريق، ومن جملة ماقرأت فيه، أن لانزعج المارة، وأن لا نبصق في الطريق، مع ضرورة استعمال منديل، وأن لا نرمي الأوساخ على الأرض، هي عموما من الآداب الإسلامية المستمدة من كتاب الله ومن السنة النبوية الشريفة. وما جعلني أمعن النظر في هذه العبارات، هو أننا جميعا على علم بهذه الآداب التي تعلمناها بالمدارس، أو من خلال تصفحنا لبعض تعاليم الدين بالكتب أو سمعنا عنها بالمساجد، غير أنّ قلة قليلة منا تلتزم بها رغم بساطتها، فإن تحدثنا مثلا عن إزعاج المارة، نجد أن هذه النصيحة تكاد تختفي من تعاملاتنا اليومية بالشارع، بدليل أن بعض الشباب بما في ذلك الأطفال، يتعمّدون مضايقة المارة كنوع من التسلية أو من باب المزاح الثقيل، بل أن الشغل الشاغل لبعض الشباب هو الإزعاج فقط، أمّا بالنسبة للبصاق في الشوارع فحدث ولا حرج، فقد بتنا نجد هذا التصرف عند الأطفال أيضا من باب التقليد، معتقدين أنه تصرف صحيح، والأشد وقاحة من هذا أن تجد البعض لا يتورع في البصق أمامك بدون أدنى حياء، وإن تأففت أو انزعجت، يدفع بالقول إن الشارع ملك للجميع، ويحق لكل واحد أن يفعل مايشاء. أمّا بالنسبة لعدم رمي الأوساخ بالشوارع فأكاد أجزم أنه التصرف الوحيد الذي يستحيل أن يتحلى به الصغار قبل الكبار، لأنهم لم يتمكنوا بعد من الاقتناع بأهمية التحلي بهذا السلوك، في ظل وجود عمال نظافة منتشرين هنا وهنالك. وحتى لانقول إننا مجتمع نفتقر لثقافة التحلي بآداب الطريق، حبذا لو نلتزم بتعاليم ديننا التي جاءت شافية وكافية، ولنكون كما قال المولى عز وجل «كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر».