تلقى السيارات النفعية الخفيفة المعروضة في الصالون الدولي للسيارات، إقبالا واسعا، خاصة من طرف الشباب المستفيد من القروض البنكية والمتحصلين عليها من طرف الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، قصد إنشاء مقاولات صغيرة ونشاطات تجارية، بالإضافة إلى المستفيدين من خدمة البيع الإيجاري الموجه لفائدة المؤسسات والأشخاص المتحصلين على سجلات تجارية. ساهمت الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة لمساعدة الشباب البطال على خلق مناصب شغل، من خلال تسهيل الحصول على قروض بنكية من طرف وكالات دعم التشغيل على الرفع من مبيعات السيارات النفعية من الصنف الخفيف، وهو ما يؤكده الإقبال الواسع لهذه الفئة على هذا الصنف من السيارات هذه الأيام بقصر المعارض بالصنوبر البحري، الذي يحتضن فعاليات الطبعة ال 16 للصالون الدولي للسيارات. وما زاد من هذا الإقبال، هو لجوء معظم وكلاء السيارات لتخفيض أسعار هذه السيارات بمناسبة الصالون، من خلال حملات ترقوية شملت تخفيضات تجاوزت حدود ال50 ألف دينار، وذلك إلى غاية يوم الجمعة المقبل تاريخ انتهاء الصالون. وتهدف هذه التخفيضات التي ينوي من خلالها الوكلاء المعتمدون بدون شك الرفع من مبيعاتهم خلال هذا الصالون، إلى الوصول إلى تسويق أكبر نسبة من المركبات لفائدة هؤلاء الشباب من خلال هذه العروض المغرية. وتعرف مبيعات السيارات النفعية من الوزن الخفيف في السنوات الأخيرة ببلادنا ارتفاعا، مع اعتماد نظام البيع بالإيجار المعروف باسم "الليزينغ" من خلال منح قروض للمؤسسات وأصحاب السجلات التجارية، لتمكينهم من اقتناء مركبة يستعملونها في إطار نشاطاتهم المهنية، بالإضافة إلى ارتفاع هذه المبيعات من خلال إجراءات دعم تشغيل الشباب، الأمر الذي جعل حصتها في سوق المبيعات ترتفع، لتشكل مع مبيعات كل أصناف السيارات النفعية 30 بالمائة من مبيعات السيارات في الجزائر. وقد أكدت معظم الشركات المشاركة في الصالون الدولي للسيارات، الذي فتح أبوابه في ال 19 من الشهر الجاري، أنها سجلت طلبيات كثيرة بخصوص السيارات النفعية من نوع الخفيف المعروضة لديها، خاصة من قبل الشباب المتحصل على قروض من وكالات التشغيل، بحيث أشارت بعض الشركات إلى أن الطلب على بعض الأنواع من السيارات تجاوز العرض، بفضل التخفيضات التي جلبت عددا كبيرا من الزبائن، في الوقت الذي عبر فيه العديد من هؤلاء الزبائن الذين التقيناهم بالصالون، عن تذمرهم من طول مدة الانتظار التي تستغرقها فترة تسليم هذه المركبات التي تصل أحيانا إلى عدة شهور، دون علمهم المسبق ولا موافقتهم على مدة التسليم، كون الوكيل المعتمد الذي دفعوا عنده طلبياتهم لا يخبرهم بحقيقة مدة التسليم التي تتجاوز المدة التي يحددها القانون في أغلب الأحيان والمحددة ب45 يوما. وبالنظر للأهمية التي باتت تكتسيها هذه السيارات، بادرت جمعية وكلاء السيارات منذ سبع سنوات بتنظيم صالون دولي سنويا خاص بالسيارات النفعية من مختلف الأحجام والسيارات الصناعية، لتمكين المهنيين من الاستفادة من العروض الترقوية الخاصة بهذه التظاهرات، والتعريف بجديد السوق خاصة في ظل اتساع ورشات البناء والأشغال العمومية التي تتطلب اقتناء المركبات النفعية وكذا مركبات الوزن الثقيل.