كرّمت، أوّل أمس السبت، عاصمة جرجرة أحد كبار الوجوه الكوميدية حميد لوراري المعروف على الساحة الفنية والثقافية باسم ”قاسي تيزي وزو”، حفل التكريم الذي نظّمه المسرح الجهوي ”كاتب ياسين” ومدينة تيزي وزو يعدّ عرفانا وتقديرا لمجهوداته في ترقية الثقافة الوطنية وعطائه الذي يزيد عن 60 سنة قضاها في خدمة الثقافة ونشر المرح. الحفل حضره جمهور غفير لاسيما وأنّ قاسي تيزي وزو يعرفه الكبير والصغير بسكاتشاته التي أدخلت الفرحة في القلوب إلى جانب وجوه ثقافية كتبت اسمها في سجل الثقافة الوطنية بفضل إنجازاتها في عالم الغناء والمسرح وغيرهما أمثال الفنانة فريدة صابونجي، عبد المجيد مسكود، طالب رابح وغيرهم من الوجوه التي حضرت حفل التكريم المقام على شرف دا قاسي الذي ورغم أنّه بلغ 82 سنة من العمر إلاّ أنّه لا يزال يتّصف بذلك الوجه البشوش والفكاهي الذي ينشر المرح حيث حل أو وجهت له دعوة، حيث كان دائما يجلب المتفرّج والمستمع بقوة كبيرة.ولم يخف قاسي تيزي وزو فرحته بهذه المبادرة خاصة أمام الحضور الكبير للجمهور القبائلي وأصدقائه وبالتكريم الذي نظّمته مديرية الثقافة خصيصا له عرفانا بما قدّمه للثقافة الوطنية، حيث قال في كلمة ألقاها بالمناسبة ”أحب تيزي وزو وسكانها كثيرا، ومن كثرة حبي للمنطقة فقد قدّمت لها روحي، ما كان وراء تسميتي في عالم الثقافة بقاسي تيزي وزو”، كما تحدث عن مساره الفني وعطائه طيلة ال60 سنة التي قدّمها لفائدة تربية وتحسيس الجمهور الجزائري بحب الوطن وحمايته.وتقديرا لحبه وتعلّقه بمنطقة القبائل وحبه للوطن، تمّ منحه برنوسا أبيض وهو أحد رموز عاصمة جرجرة الذي يرمز إلى الهمة والشجاعة، تلتها شهادات حب وتقدير تركت بصمة في قلب الكوميدي دا قاسي، الذي عبّر بدوره عن سعادته بالمناسبة والمحيطين به من أصدقائه وجمهوره الذي خدمه بروحه، في حين لم يخف سخطه بشأن 6 آلاف حصة التي سجّلها خلال أزيد من 30 سنة من العطاء الفني عبر الإذاعة الوطنية والتي لم يبق منها ولا واحدة، وهو ”أمر غير طبيعي” يضيف دا قاسي. حميد لوراري المعروف باسم ”قاسي تيزي وزو”، أنجبته قرية اغيل اوفلى بولاية سطيف عام 1931، غادر قريته حين كان يبلغ من العمر عامين، ولما بلغ 14 سنة بدأ الكوميدي الصغير يحتكّ بعالم الفن، وفي عام 1946 التحق بفرقة ”رضا باي”، التي كان يديرها محبوب اسطمبولي، انتقل دا قاسي إلى فرنسا وبعد سنوات عاد إلى أرض الوطن ليلتحق بالإذاعة الوطنية، ومع أوائل 1963 بدأ ينشّط حصصا بالقناة الثانية رفقة عميد المسرح محمد حلمي كما شارك في حصة موجّهة للأطفال بالقناة الإذاعية الأولى.