يبدو أن التراجع الذي ما انفكت تسجله الرياضة الجزائرية، وغيابها عن منصات التتويج في المحافل الدولية في الكثير من الرياضات يتطلب وقفة صارمة من مسؤولي القطاع، الذين لم نلمس في خطبهم وفي خرجاتهم المتعددة، سوى التصريحات المتفائلة، التي تعكسها الاحتفاليات والصور التذكارية، في وقت نجد فيه المرض قد نخر جزءا كبيرا من جسم هذا الهرم الذي كانت فيه الملاكمة رائدة وألعاب القوى منتجة للأبطال وكرة اليد مطلوبة في كل مكان وكرة القدم مضربا للأمثال. وربما يمكن القول أن الإخفاق الذي عرفته كرة القدم مؤخرا مع منتخب أقل من 20 سنة، قد يترجم حالة التردي التي نبه إليها الكثيرون وطالبوا في أكثر من مرة، بضرورة مساهمة كبار الخبراء المحليين في تشخيص الأسباب التي أصبحت تحول دون تفوق كرة القدم الجزائرية على الصعيد الدولي، وتخفق حتى على أرضها، بالرغم من الدعم المادي والمعنوي الذي استفادت منه في مختلف مراحل التحضير للحدث الذي احتضنته مدينة وهران في مارس الفارط. كما ان تراجع منتخب الأكابر في ترتيب الفيفا في ظرف شهر واحد فقط إلى المركز ال35، بعد أن كان في المركز ال20، له مبرراته أيضا، وقد يستمر هذا التراجع، طالما أن المشرفين على اللعبة داخل الجهاز التنفيذي للفاف، لا يستمعون إلى الاصوات التي تنادي بإشراك كل الفعاليات التي تنادي بمراجعة منظومة اللعبة، وتنادي بالتكوين والتأطير الفني الجيد وتنادي بالهيكلة وإنشاء المدارس وغيرها من الاولويات التي غابت عن حسابات مسؤولي الرياضة، الذين تخلوا في تصريحاتهم عن الجوهر وتحولوا لصرف الرأي العام، من خلال التطرق لأشياء، يمكن القضاء عليها متى توفرت الإرادة عند أهل الرياضة، ومتى تخلص هؤلاء من أنانيتهم، التي كانت السبب في المأزق الذي تعيشه اتحادية كرة اليد المهددة بالشطب من الاتحاد الدولي وبالحرمان من المشاركة في كل التظاهرات التي تنظمها هذه الهيئة. إن العبث الذي يطبع الأداء داخل الهيئات والأندية والجمعيات، هو الذي أدى في الواقع إلى تراجع نتائج الرياضة الجزائرية في كل المواقع، وعندما يغيب الجد، تغيب الانجازات التي هي وحدها الكفيلة، بردع من يهددون اليوم بإقصاء كرة اليد الجزائرية ويضعون القدم الجزائرية في مستويات مكملة، ويديرون ظهورهم لنا في ألعاب القوى والسباحة والملاكمة التي أصبحنا نمارسها بقفازات حريرية لا ترعب خصومنا.