فتح منتدى ”المجاهد” الثقافي أمس، نقاشا خاصا بإشكالية كتابة السيناريو في الجزائر، نشطه كل من بوخالفة أمازيت وجمال الدين مرداسي اللذين قدما نظرة شاملة عما يعيشه واقع السيناريو، مقترحين في نفس الوقت حلولا استعجالية للنهوض بهذا الركن الهام في عملية صناعة الإبداع. افتتح النقاش الأستاذ تازاروت الذي أكد في كلمته على أهمية حضور السيناريو في مختلف عمليات الإبداع، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن تكون هناك أزمة في السيناريو لفتح ومناقشة هذا الموضوع. بعدها عرّف منشط المنتدى بالضيفين اللذين اشتغلا صحفيين بجريدة ”المجاهد” (فترة نهاية الستينيات وبداية السبعينيات)، واشتغلا في كتابة سيناريو مختلف الأفلام السينمائية الجزائرية. وأكد الأستاذ مرداسي في تدخله، أن السيناريو منهج خاص في الكتابة، وهو التزام بقواعد خاصة، فهو متميز عن الراوية بقصره وواقعيته.منذ الاستقلال، اهتمت الجزائر بالسينما عموما، لكن اهتمامها بالسيناريو كمهنة سينمائية ظل غائبا، كما أن القليل من الروائيين الجزائريين اهتم بكتابة السيناريو، إذ يعد من كتبه بعدد أصابع اليد الواحدة، منهم مثلا بوجدرة وبقطاش. يرى المتدخل أنه من الواجب اليوم التكفل بهذا الاختصاص، علما أن الدولة ممثلة في وزارة الثقافة، أقامت بعض المشاريع، منها إقامة لكتابة السيناريو لجذب الشباب خاصة، وبالتالي تأطيرهم وتكوينهم في عدة جوانب، منها الحوار والتقطيع والتقديم والأوركسترا وكيفية القيام بدور الراوي، والسيناريو - حسب المتدخل- ليس نتيجة موهبة، بل هو تكوين وتأطير. بالمناسبة، تحدث مرداسي عن التجارب الهامة في الشرق الأوسط، خاصة بالأردن التي ركزت على محور السيناريو في عملية الإنتاج الفني. أما السيناريست بوخالفة أمازيت، صاحب سيناريو فيلم ”كريم بلقاسم” لأحمد راشدي، وغيره من الأفلام، فأكد أن الأفلام الجيدة تتطلب سيناريوهات جيدة، والسيناريوهات الجيدة تتطلب كتّابا جيّدين. يرى المتدخل أن أزمة السيناريو أثرت على الإنتاج الفني، وهذا بسبب تراجع التكوين الذي يجب أن يعزز على مستوى الجامعات والمعاهد والمدارس. وأكد السيد بوخالفة أن بعض المخرجين الآن بطالون، لأنهم لم يجدوا نصوص سيناريوهات يمكن تحويلها لأفلام، كما أن ظاهرة الاقتباس اليوم ضعيفة ولا ترقى إلى مستوى الإبداع المطلوب. بالنسبة لبوخالفة، فإن السيناريوهات التي يكتبها قد يقتحمها المخرج بإضافات أو حذف يسيّرها كما يشاء، وطبعا، فإن ذلك لا يكون إلا إذا كان المخرج في المستوى وبتشاور مع السيناريست.يقول بوخالفة؛ ”حان الوقت لأن تكون كتابة السيناريو مهنة مستقلة سائرة نحو الاحتراف”. عن كتابة السيناريو في السينما والتلفزيون وغيرها، فإنها واحدة رغم وجود بعض الاختلاف البسيط، خاصة في دراما المسلسلات، الحديث عن السيناريو جر الضيفين لتناول واقع الفن السابع والثقافة بشكل عام في الجزائر، إذ أكدا على ضرورة أن تكون الدولة حاضرة بالدعم، كما يجب على المجتمع أن يتبنى الثقافة لينهض بها، لا أن تكون في آخر اهتماماته، علما أن الجزائري عرف بارتباطه بالثقافة والفنون.