اعترفت الحكومة السورية أمس، بتعرض أراضيها لقصف إسرائيلي، وهو الثاني من نوعه خلال يومين، بعد قصف أول فضلت سوريا وإسرائيل التستر عليه، رغم تأكيد العديد من المصادر الأمريكية ذلك. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، إنه يتعين على المجموعة الدولية أن تعي أن الوضعية المعقدة بالمنطقة أصبحت جد خطيرة بعد الاعتداء" الإسرائيلي. وحذر المسؤول السوري من أن الاعتداء يفتح الوضع في المنطقة أمام كل الاحتمالات، خاصة وأنه لا يترك مجالا للشك حول حقيقة وجود روابط بين كل الأطراف التي تقود الحرب ضد سوريا". واتهمت دمشق في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن الدولي إسرائيل بدعم المتمردين السوريين وخاصة "جبهة النصرة" التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة. وهو ما جعل الوزير السوري يؤكد حزم نظام الأسد في مواصلة معركته، ضد من وصفهم "بأدوات" إسرائيل في الداخل في إشارة إلى المعارضة المسلحة. وقال إذا كان واجب الحكومة هو حماية الوطن فالدولة والشعب ضد أي اعتداء داخلي أو خارجي. وشنت إسرائيل أمس غارة جديدة على سوريا في ظرف 48 ساعة فقط من قصف أول بالقرب من العاصمة دمشق، بدعوى أنها تعمل من أجل منع إيصال أسلحة عبر سوريا إلى حزب الله اللبناني. واستهدفت مركزا للأبحاث العلمية بمنطقة جمرايا التي سبق وتعرضت نهاية جانفي الماضي لقصف إسرائيلي مماثل، إضافة إلى استهداف هدفين عسكريين أحدهما مخزن للذخيرة وآخر وحدة للدفاع المضاد للطيران. ولم تنف إسرائيل التي أقحمت نفسها في الأزمة السورية قصفها أمس للعمق السوري، وهي التي كانت فندت أول أمس استهدافها لمواقع داخل سوريا. وأثار الاعتداء الإسرائيلي على سوريا موجة تنديد، حيث استنكرت الجامعة العربية القصف الإسرائيلي للأراضي السورية، محذرة من التداعيات الخطيرة الناجمة عن هذا الاعتداء "السافر". ودعا نبيل العربي الأمين العالم للجامعة العربية مجلس الأمن الدولي إلى التحرك الفوري من أجل وقفها ومنع تكرارها. ونفس الدعوة أطلقها الرئيس اللبناني ميشال سليمان، الذي طالب المجتمع الدولي باتخاذ التدابير الصارمة بحق إسرائيل لثنيها عن سياستها العدوانية. كما أدان رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم وإصرار إسرائيل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، داعيا دول المنطقة للوقوف بحكمة أمام هذه الاعتداءات. ولكن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ استغل هذا الاعتداء ليرفعه كحجة من أجل تمرير مسعى بريطانيا في تسليح المعارضة المسلحة، بعدما اعتبر الاعتداء الإسرائيلي أنه يوضح "الخطر المتصاعد على السلام" في المنطقة ويعزز الحاجة لرفع الحصار الأوروبي المفروض على الأسلحة لفائدة المتمردين السوريين. وقال إنه "ليس لدينا معلومات مؤكدة" على وقوع غارات أخرى، ولكن مصادر إسرائيلية أكدت أنّ الأمر يتعلق بهجوم جوي إسرائيلي، وأضاف "سوف انتظر تأكيدات رسمية قبل الإدلاء بمزيد من التعليق". ولم تتمكن بريطانيا رغم دفاعها عن خيار تسليح المعارضة من المضي قدما في هذا الطرح بسبب الحصار الأوروبي من جهة، والرفض الأمريكي الذي فرضه تخوف غربي من إمكانية سقوط هذه الأسلحة في أيادي الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، في ظل تنامي نشاط الجماعات السلفية في سوريا على غرار جبهة النصرة. وتزامنت تصريحات رئيس الدبلوماسية البريطانية، مع كشف صحيفة"ديلي ستار صاندي" البريطانية عن إجراء الحكومة البريطانية لمحادثات سرية مع الولاياتالمتحدة حول مسألة تسليح المعارضة السورية. وقالت الصحيفة إن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ناقش تسليح "الجيش السوري الحر" مع نظيره الأمريكي تشاك هاغل خلال زيارته إلى الولاياتالمتحدة، في ظل تصاعد العنف في سوريا. وأكّدت أنّ الولاياتالمتحدة ستتخذ في غضون الأيام القليلة المقبلة قرارا بشأن تسليح "الجيش السوري الحر"، حتى أنها أشارت إلى أنّ مصدرا حكوميا وصفته بالمطلع، أكّد أنّ لندن وواشنطن اتفقتا على نوعية الأسلحة، وستشمل صواريخ أرض -جو ومدافع رشاشة ومدافع هاون وقاذفات قنابل".