استمتع ليلة أوّل أمس، جمهور مدينة ميلة بأغاني العيساوة والمالوف التي قدّمتها الفرق العنابية في إطار التبادل الثقافي المحلي، وحسب مديرة قصر الثقافة لعنابة، مناجلية الهذبة، تمّ تخصيص مساحة خاصة بدار الثقافة لمدينة ميلة للتعريف بعادات وتقاليد العائلات العنابية، انطلاقا من اللباس التقليدي المتعلق ب«قندورة الفتلة” والإكسسوارات الأخرى ك«الشوشنة”، “الدلالة” وحتى “السخاب”. واستطاعت الجمعيات الثقافية الفاعلة بعاصمة أبو مروان الشريف نقل أجواء العرس العنابي الممزوج بالأفراح، “الزرنة”، العيساوة والعيطات العنابية القحة التي أطلقتها حناجر المالوف والأندلسي، حتى تعطي العرس قعدة مميّزة في حضور الأهل، كما كان لصحن “الحنة” المرصّع بالشموع حضور قوي وسط نساء ميلة اللواتي استحسن عادات بونة الخالدة، من خلال تمتعهن بالطريقة التي أعدت بها طبق “الحنة” ومزجها بالسكر وماء الورد لجلب الحظ السعيد للعروس والعريس. أما فيما يتعلّق بالمأكولات -تضيف مديرة قصر الثقافة سيدة مناجلية- فكان ل “الشخشوخة” والشربة المصحوبة ب«البوراك” نكهة خاصة من خلال تزيين الصينية وترتيب الأكلات قصد تقديمها للضيوف، وقدّمت فرقة “حسان العنابي” عدة أغاني تراثية منها؛ “رقيقة الحاجب” و«ناس عنابة”، وطقطقات أخرى للشيخ الكرد، كلها أغان مستوحاة من الموروث الموسيقي، مع إدخال تعديلات خفيفة تذهب بالمستمعين إلى سماء “الكور” العنابي و"البولفار” وصولا إلى الشواطئ الذهبية.