يعرف معرض الصناعة التقليدية بساحة البريد المركزي، الذي نظمته ولاية الجزائر بالتنسيق مع غرفة الصناعة التقليدية والحرف، إقبالا منقطع النظير من الزوار، الذين استحسنوا المعروضات التقليدية التي قُدمت في موقع استراتيجي من قلب العاصمة، وستدوم هذه التظاهرة إلى غاية 18 ماي الجاري. في لقائه مع «المساء» أكد السيد عبد الوهاب حرفيٌّ في صناعة الأواني الفخارية والسيراميك، أن الشباب يميلون إلى الصناعات التقليدية، وهو الأمر الذي يترجم اقبالهم الهائل، خاصة أن الموقع الذي نُصب فيه المعرض استراتيجي، وهو ملتقى جميع زوار العاصمة. وأضاف: «إن المجتمع لايزال يود الاحتفاظ بتراثه الأصيل، هذا ما عكسه اقتناء أغراض مختلفة من طرف مختلف فئات المجتمع، على غرار الحقائب الجلدية والأواني والألبسة التقليدية والحلي الفضية والنحاس، التي تمثل رمز أصالة المجتمع، يضيف عبد الرهاب. وأوضح المتحدث أن هذا المعرض جاء لإحياء الذكرى 68 لمجازر 8 ماي 1945، الذي أشرف على افتتاحه مؤخرا والي ولاية الجزائر السيد محمد الكبير، ويضم حرفيّي عدة ولايات، منها المسيلة، بجاية، البليدة، المدية، الجزائر العاصمة، تيبازة وتيزي وزو. ويهدف المعرض، حسب منظميه، إلى «إبراز المنتوج الحرفي، ومنح فرصة الاحتكاك بين الناشطين في الصناعات الحرفية للحفاظ على الإرث الوطني». وتزاحمت خلال هذه التظاهرة تشكيلات من الألبسة التقليدية للصغار والكبار مع تخصيص جناح للحلي الفضية والنحاس. وقد احتوى الفضاء المخصَّص للمواد الفخارية والخزف وأدوات الطبخ، على عيّنات من الأواني المنزلية كالطاجين والصحون وأطقم القهوة والحليب والشاي والملاعق. وبرع حرفيون في الصناعة التقليدية في إنجاز لوحات فنية وتماثيل ومزهريات وحاملات أقلام إلى جانب باقات من الورد. وتميزت منتجات الصناعة التقليدية والحرف التي تَضمَّنها المعرض، بالتنوع والإتقان والقدرة التنافسية أمام نظيرتها من السلع الأجنبية، حسبما أشار إليه حرفي من بلدية الجزائر، الشاب وسيم أرزقي، الذي شدّد على أن تسويق هذا المنتوج على نطاق واسع، يحتاج إلى الترويج فقط، وأشار إلى ضرورة تمديد مدة إقامة المعرض، التي حُددت بعشرة أيام فقط، وذلك لإعطاء الفرصة للحرفيين للاحتكاك ببعضهم البعض والترويج لسلعهم التقليدية. ومن بين الأجنحة التي استقطبت أكبر عدد من الزوار تلك الخاصة بالنحاس، التي عرضت مختلف الأواني التقليدية، و»الفوانيس» التي لاقت استحسان العديد من العاصميين، حيث قالت زبونة وجدناها بالجناح: «أحب الصناعة التقليدية كثيرا، فهذه التظاهرة فرصة ثمينة لإطلاعنا على الجديد في هذا العالم الأصيل، على غرار الفوانيس».من جهة أخرى، شهد جناح اللباس التقليدي «القبائلي» حشدا من النساء، اللواتي جذبتهن الألوان الزاهية للأزياء المصنوعة من مختلف الألوان والأشكال، والمطرَّزة بطراز تقليدي جمع بين العصرنة والأصالة. وجاءت التظاهرة، حسب منظّميها، بهدف فتح الآفاق لتسويق المنتوجات التقليدية وإعطائها المزيد من الاعتبار.