وضعت مديرية السياحة والصناعات التقليدية برنامج عمل سيُشرع قريبا في تنفيذه، قصد العودة إلى نسج زربية قلعة بني راشد التي نالت في الماضي شهرة حتى خارج الوطن، استمرت لقرون، والتي تقتصر صناعتها حاليا على بعض العائلات بمنطقة القلعة، الواقعة جنوب غرب الولاية. ويعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، حسب بعض المصادر التاريخية. وتذكر بعض الروايات العثمانية بخصوصها، أنها إعادة إنتاج للزرابي الآسيوية والشرقية، فيما اعتبرتها مصادر أخرى أصلية، وأنها كانت متواجدة منذ تأسيس قلعة بني راشد منذ 9 قرون، علما أنها نالت شهرة كبيرة لقرون، حيث كان الطلب عليها من طرف الطبقة الثرية كسلعة نادرة. أوضح مدير السياحة والصناعات التقليدية أنه سيُشرع قريبا في تنظيم تكوين لحرفيات المنطقة على مستوى دار الحرف والصناعات التقليدية لغليزان، تحت إشراف خبير تركي لاكتساب المهارات العالية وتحسين نوعية المنتوج. كما سيتم تحويل وحدة الزربية بالقلعة المتوقفة عن النشاط منذ أمد بعيد، إلى مركز للمهارات الفنية الخاصة بإنتاج هذه الزربية، وتموين حرفيات بلدية القلعة بالمادة الأولية (الصوف). يُذكر أن وحدة الزربية ببلدية القلعة يعود تاريخها إلى سنة 1970، وهي تتربع على مساحة تفوق 3700 متر مربع، غير أنها توقفت عن الإنتاج في ثمانينيات القرن الماضي بفعل نقص مادة الصوف وارتفاع سعرها وكذا منافسة الزربية الصناعية التي تسوَّق بسعر أقل، حسب أهالي المنطقة. ولتشجيع نساء المنطقة على الإقبال على نسج هذه الزربية ستتكفل مديرية القطاع في مرحلة أولى، بتسويق منتوج حرفيات الوحدة إلى المؤسسات المحلية، والعمل على حضور زربية قلعة بني راشد في مختلف التظاهرات والصالونات المحلية والوطنية. أما السيد بوعلام معزة الذي أسس متحفا متواضعا بالقلعة جمع به كل ما هو نفيس ونادر وحافظ على صناعتها من خلال أهل بيته، فيرى أن تاريخ هذه الزربية يعود إلى سقوط غرناطة بالأندلس سنة 1492 وقدوم حرفيين إلى منطقة القلعة. وتتميز زربية قلعة بني راشد بأنها مصنوعة من النسيج المخملي (بالعقدة)، وهي مستوحاة من الفن الأندلسي المغاربي، وتُعد صناعةً نسائية بحتة. للإشارة، فإن قلعة بني راشد عرفت أثناء التواجد العثماني ازدهارا ثقافيا وعمرانيا، ولاتزال بنايتها قائمة تقاوم وتنتظر الترميم، لا سيما المساجد العتيقة، ومنها المسجد القديم الذي تم تشييده سنة 1734 من قبل الباي بوشلاغم وكذا المقبرة العثمانية. وتشتهر القلعة بإنجابها العديد من علماء الدين واحتوائها على 366 قبة للأولياء الصالحين.