أسفرت عمليات التوقيع على اتفاقيات مع العديد من المؤسسات الإسبانية والإيطالية والبرتغالية المتخصصة في مجال البناء، عن إنشاء 13 شركة مشتركة لإنجاز 120 ألف وحدة سكنية من أصل 800 ألف وحدة مبرمجة لسنتي 2013 و2014، فيما أعلنت الشركة المصرية "المقاولون العرب"، أمس، عن فوزها بصفقة إنجاز برنامج سكني ب1320 وحدة سكنية بولاية مستغانم. وحسب السيد عبد المالك عايسيو، رئيس مجلس إدارة شركة تسيير المساهمات "إنجاب"، فإن المفاوضات التي أشرفت عليها وزارة السكن والعمران، خلال الأشهر الأخيرة، مع المؤسسات الدولية المتخصصة في البناء، أفضت إلى إنشاء خمس شركات مختلطة بالشراكة مع الايطاليين وأربع شركات مع البرتغاليين وأربع شركات أخرى مع مؤسسات إسبانية، مشيرا في تصريح لوكالة الأنباء إلى أن هذه الشركات المختلطة مستعدة لإنجاز 120 ألف وحدة سكنية في إطار برنامج 800 ألف وحدة، المقرر تجسيده خلال السنتين 2013 و2014. ويرتقب أن تساهم هذه الشركات الجديدة في تحسين القدرات الكمية والنوعية لمستوى إنجاز السكنات في الجزائر، بعدما كانت لا تتجاوز 80 ألف وحدة سكنية سنويا في الأعوام الأخيرة.
الانطلاق في 20 ألف مسكن بصيغتي "عدل" والترقوي العمومي في ماي الجاري وستشرع هذه الشركات، في الأيام القادمة، في إنجاز 20 ألف وحدة سكنية من صيغتي البيع بالإيجار والسكن الترقوي العمومي، حيث كشف السيد عايسيو في هذا الإطار أن هذا البرنامج الأول يشمل الانطلاق، في شهر ماي الجاري، في إنجاز 8000 وحدة سكنية من صيغة البيع بالإيجار بالجزائر العاصمة و12000 سكن ترقوي عمومي بكل من العاصمة ووهران وسيدي بلعباس. واعترف رئيس مجلس إدارة شركة "إنجاب" التي تتشكل من 56 مؤسسة، منها 13 مكتب دراسات وأربعة مجمعات للبناء، بأن المؤسسات الوطنية المنضوية تحت لواء هذه الشركة لم تتمكن من الاستجابة للالتزامات الضخمة المحددة في دفتر الشروط مما أدى إلى تسجيل تأخر في إنهاء المشاريع السكنية ودفع بالسلطات العمومية إلى اللجوء للشركات الأجنبية، مبرزا بالمناسبة أهمية خيار الشراكة التي ستضمن للجزائر تحويل التكنولوجيات والمهارات من خلال تكوين الشباب الجزائريين وكذا إنجاز السكنات بطريقة صناعية لتطوير نوعيتها. كما أشار المتحدث إلى أن إنشاء مصانع لإنجاز، مسبقا، مواد بناء السكنات، سيسمح من جهته بتقليص التكاليف والآجال، موضحا بأن هذا الخيار الاستراتيجي الجديد لن يؤثر على الاقتصاد الوطني، لأن الأمر لا يتعلق بالمواد الجاهزة الثقيلة التي كانت تستعمل في الجزائر خلال سنوات الثمانينات وإنما بنظام حديث بعيد عن تعقيدات الماضي. من جانب آخر، ستتولى شركة البناء المصرية "المقاولون العرب"، إنجاز مشروع سكني بولاية مستغانم يضم 1320 وحدة سكنية وتقدر قيمته المالية ب45 مليون دولار، وذكر مدير فرع الشركة بالجزائر، السيد دارم دبسي، أمس، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، بأن هذا المشروع يندرج في إطار الاتفاق الذي وقعته حكومتا البلدين خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء المصري هشام قنديل للجزائر في أواخر أكتوبر الماضي، والقاضي بدراسة إمكانية مساهمة الشركات المصرية وخاصة شركة "المقاولون العرب" في مشاريع السكنات العمومية بالجزائر. كما كشف المتحدث، في سياق متصل، بأنه يجرى حاليا إتمام إجراءات التعاقد بين المؤسسة المصرية والسلطات العمومية لبناء مشروع سكني بمنطقة "أولا فايت" بالعاصمة، فضلا عن مشروع آخر لإنجاز 1500 وحدة سكنية بولاية بشار. ويجدر التذكير بأن الخيار الذي انتهجته وزارة السكن والعمران طبقا لتعليمات الوزير الاول السيد عبد المالك سلال، والمتضمن اللجوء إلى المؤسسات الأجنبية لتنفيذ البرنامج السكني الضخم المسجل برسم المخطط الخماسي 2010-2014، يهدف أساسا إلى رفع مستوى الانجاز السنوي إلى 200 ألف وحدة سكنية وذلك لتسريع وتيرة ومردودية المشاريع السكنية في الجزائر وتدارك الفارق الكبير الحاصل بين العرض والطلب المتزايد على السكن.