قررت السلطات المحلية بولاية قسنطينة وضع مخطط نقل استعجالي ينظم حركة السير والمرور داخل المدينة، بعد الانزلاق الذي شهده الطريق الرئيس الرابط بين وسط المدينة والمستشفى الجامعي ابن باديس على مستوى شارع زيغود يوسف بالقرب من مبنى مقر الولاية والمجلس الشعبي الولائي. وقد شكلت المصالح البلدية لجنة تقنية لمتابعة تطور الانزلاق الذي أصبح يهدد الطريق بالانهيار خاصة بعدما ظهرت تشققات خطيرة وسط هذا المسلك الذي يشهد حركة مرور كثيفة، حيث أظهرت المعاينات الأولى، حسب تأكيد السيد عبد الحكيم لفالة رئيس القطاع الحضري لسيدي راشد وسط المدينة، أن هناك تحركا للأتربة تحت الطريق بسبب تسرب مائي يُجهل مصدره، أحدث فجوة كبيرة، وقد تم الاستنجاد، حسب المتحدث، بالمؤسسة الفرنكو جزائرية ”سياكو” من أجل معرفة مصدر التسرب المائي ومعالجته قبل البدء في عملية الترميم. وقد توصلت لجنة النقل والمرور بالبلدية، حسب تأكيد السيد بوعروج فريد مسؤول مصلحة المرور، إلى ضرورة غلق الطريق في أقرب وقت على مستوى محور شارع زيغود يوسف والمنطقة الشمالية الشرقية للمدينة، بعد القيام بعملية تحسيس واسعة لمستعملي الطريق والمواطنين المعنيين وكذا تجار شارع العربي بن مهيدي. وتم اقتراح خلال مخطط المرور الاستعجالي الجديد، تحويل حركة المرور بشارع 19 جوان 1955، المعروف لدى العامة ب ”ري دو فرانس”، أي جعل السيارات تسير في الاتجاه الواحد، فبدل استعمال الشارع كمدخل إلى وسط المدينة سيتحول إلى مسلك للخروج من وسط المدينة باتجاه المستشفى الجامعي ليعوّض غلق طريق شارع زيغود يوسف. كما سيشمل المخطط الاستعجالي، ولتسهيل حركة سير السيارات، منع ركن المركبات على الجانبين بشارع العربي بن مهيدي، المعروف بطريق جديدة، وكذا منع ركن السيارات على جانب واحد بشارع بلقاسم طاطاش المعروف عند القسنطينيين باسم الشارع، وتحويل اتجاه السير بشارع سويداني بوجمعة بالقصبة إلى الاتجاه المعاكس، في خطوة لتوفير عدد من الحلول المناسبة وتسهيل حركة السير أمام أصحاب السيارات لدخول وخروج وسط المدينة باتجاه المستشفى الجامعي عبر جسر سيدي مسيد. ولدراسة مشكل الانزلاق بهذه المنطقة، تم تشكيل لجنة على مستوى البلدية تتكفل بمعالجة هذا الملف وإيجاد الحلول المناسبة، حيث ستعمل هذه اللجنة مع مختلف المديريات الولائية المتخصصة إذا اقتضى الأمر. للإشارة، فإن طريق شارع زيغود يوسف الذي يمر عبر حواف صخور المدينة العتيقة، عرف مند حوالي 5 سنوات، انهيارا جزئيا خلّف ظهور حفرة كبيرة بالقرب من الباب الخلفي للمجلس الشعبي الولائي بقطر حوالي أربعة أمتار وعمق مترين، وقد تَسبب هذا الانهيار الجزئي في إحداث أضرار بليغة بأجزاء من قاعة ‘'الأفراح'' التابعة لأحد الخواص، الواقعة تحت أرضية المساحة المنهارة. وأرجع وقتها المسؤولون المحليون سبب الانهيار إلى قِدم وانكسار قنوات مياه الشرب والمياه المستعمَلة عبر الشبكة المموّنة لحي القصبة قبل أن يُشرع في إصلاح هذا العطب، الذي ظهر مرة أخرى للعيان مخلّفا أضرارا بليغة بطريق الكورنيش، كما يحلو للقسنطينيين تسميته.