أشاد الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة، السيد طالب الرفاعي، بالطاقات البشرية والإمكانيات الطبيعية التي تزخر بها الجزائر، مما يؤهلها لاستقطاب أعداد كبيرة من السياح، خاصة وأن الدراسة التي أعدتها المنظمة لآفاق 2030 تشير إلى استقبال الدول العربية لأكثر من 195 مليون زائر، وتعهد السيد الرفاعي بمساعدة الجزائر من ناحية الخبرات والمعارف لتحسين الخدمات وأقلمة مقاييس تصنيف الفنادق والمعايير الدولية. وعلى صعيد آخر، سلم الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة، عشية أمس، رسالة مفتوحة للوزير الأول عبد المالك سلال، يدعو فيها الحكومة للانخراط في المبادرة التي أطلقتها المنظمة سنة 2011 لضمان تقديم رؤساء الدول كل الدعم لتطوير قطاع السياحة، وبذلك تكون الجزائر الدولة رقم 50 التي توقع على المبادرة. وبهدف الاطلاع على العراقيل التي رفعتها وزارة السياحة والصناعات التقليدية في مخطط تنمية القطاع وتنسيق العمل مع ممثلي المنظمة العالمية للسياحة لتقديم الدعم التقني ومرافقة الإطارات الجزائرية في استراتيجية تطوير الخدمات السياحية، احتضن فندق الجزائر، أمس، ورشة عمل ترأسها كل من وزير السياحة والصناعات التقليدية، السيد محمد بن مرادي، على رأس وفد هام من إطارات الوزارة، والأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة، السيد طالب الرفاعي، الذي يزور الجزائر على رأس وفد هام من الخبراء العالميين في مجالات الأنظمة المعلوماتية وتصنيف الفنادق والتكوين. وقد اتفق الحضور على التوقيع على خريطة طريق لتوجيه التدخلات، حسب طلبات الطرف الجزائري، ابتداء من الدخول الاجتماعي المقبل، ويتوقع أن تحتضن الجزائر سنة 2014 ورشة عمل تضم العديد من الدول الفرنكوفونية لتلقي تدريبات في مجال الأنظمة المعلوماتية وطريقة جمع ومعالجة البيانات الخاصة بقطاع السياحة، وهي الورشة التي ستنظم على هامش الطبعة ال15 للصالون الدولي للسياحة والملتقى الدولي للسياحة الداخلية المزمع تنظيمه في نفس الفترة، كما تطرق الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة في حديثه عن النشاط السياحي على المستوى العالمي للسنة الفارطة، إلى تسجيل مداخيل قدرت ب1200 مليار دولار مع تخطي مليار سائح الحدود الدولية، وبالنسبة لتوقعات المنظمة بالنسبة للسياحة بالقارة الإفريقية، أشار السيد طالب الرفاعي إلى تضاعف عدد السياح في آفاق 2030 بالنظر إلى المقومات التي تزخر بها القارة وموقعها الاستراتيجي، علما أن سنة 2012 سجلت زيارة بأكثر من 35 مليون سائح لعدد من دول القارة. وبخصوص نوعية المساعدات التي ستقدمها المنظمة للجزائر، أشار الأمين العام إلى أنه سيتم في بداية الأمر إعداد دراسة معمقة حول نوعية العراقيل ليتم التركيز في مرحلة أولى على تكوين وتأهيل العمال في مجال الخدمات الفندقية والإطعام، مع إعادة النظر في المقاييس المعتمدة من طرف وزارة السياحية لتصنيف الفنادق، وإعداد أنظمة معلوماتية حديثة لجمع كل البيانات المتعلقة بالقطاع السياحي لتكون أرضية عمل في اتخاذ القرارات مستقبلا. وعلى هامش اللقاء، أشاد الأمين العالم للمنظمة العالمية للسياحية بنوعية الخدمات الفندقية التي حظي بها منذ وصوله إلى الجزائر، مشيرا إلى أن ما ينقص السياحة الجزائرية هي المرافقة التقنية لبلوغ المستويات الدولية خاصة في مجال الاستقبال ونوعية الخدمات المقترحة، مؤكدا أن السياحة تبنى انطلاقا من تقوية السياحة الداخلية وتنويع مرافق الإقامة من منتجعات وفنادق ومركبات سياحية، حسب طلبات السياح المحليين والأجانب. ويذكر أن وزارة السياحة اتفقت مع الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة على فتح خمس ورشات عمل، ابتداء من الدخول الاجتماعي المقبل، بهدف إعداد نظام معلوماتي خاص بالإحصاء، التكوين، تحسين خدمات التسويق، تصنيف الفنادق حسب المقاييس العالمية وتحسين الخدمات الفندقية.