”لم يكن يوما معاقا من تحدى في إجادة، فالمعاق الحق فينا هو مسلوب الإرادة”، بهذه المعاني الجميلة، قدم الفنان فادي طلبي كليبه الأخير؛ ”ليست إعاقة”، عمل فني إنساني بامتياز يخاطب الوجدان والمشاعر ويدفع إلى الأمل، الحب، مع احتضان ذوي الاحتياجات الخاصة وتشجيعهم. روعة العمل والسيناريو الجميل الذي يحمله، كانت سببا في تسابق الفضائيات لعرضه، بالإضافة لمواقع التواصل الاجتماعي التي تسابقت على نشر ومشاركة هذا العمل الذي حرك مشاعر الكثيرين ممن شاهدوه، الكليب من إخراج نهاد عبده وإشراف خالد سفاريني. وقد سبقت هذا العمل الفني لفادي، أعمال متنوعة أخرى منها؛ ”إيماني نور”، وهو الألبوم الثاني في رصيد المنشد الجزائري الشاب فادي طلبي الذي لم يتخذ الإنشاد كوسيلة لتشجيع الشباب فقط على التقرب من الله وتعزيز إيمانهم بالطاعات والأعمال الصالحة، بل ركز على مناقشة قضايا اجتماعية ووطنية من شأنها مضاعفة وعي الجمهور وكسر الحاجز الذي يحصر الإنشاد في المناسبات الدينية فحسب. أكد طلبي أن ميول بعض المغنين إلى تقديم الأناشيد في المناسبات الدينية وشهر رمضان تحديدا، أمر يسعده، لأنه يدل على حب واحترام الجمهور لهذا الفن الهادف، وقال: تقديم بعض المغنين للأناشيد يكون عادة للفت الأنظار، مع الظهور والتواجد على الشاشة لا أكثر. بدأ فادي طلبي مسيرته المهنية بعد التخرج من قسم إدارة الأعمال، حيث عمل في مجال التسويق والعلاقات العامة لبعض المنشدين، مما أثرى خبرته في مجال الأنشطة الموسيقية والفنية المتنوعة، وفي هذا الإطار، قال طلبي: حبي الكبير للموسيقى وإتقاني العزف على عدة آلات موسيقية، دفعني للانضمام إلى فرقة ”البيادر” الفلسطينية دون أجر، لأنني أحب المشاركة في الفنون الملتزمة. وفي عام 2004، تولى إدارة أعمال المنشد الإماراتي أحمد بو خاطر، والإشراف على ألبوماته، إلى جانب ظهوره الإعلامي، حفلاته و«الفيديو كليبات” الخاصة بأناشيده، الأمر الذي مكنه من التعرف أكثر على هذا المجال الواسع، وساعده على تطوير مواهبه وهي: الإنشاد، التلحين والتأليف. بعد 6 سنوات من العمل مديرا لأعمال المنشد أحمد بو خاطر، شعر فادي طلبي أن عليه الانطلاق بعمل خاص يعبر عن عشقه الحقيقي للفن الملتزم، وقال: ”مناجاة” هو أول أعمالي الفنية، وقد حرصت أن تكون اللهجة الجزائرية حاضرة فيه، إلى جانب اللهجة السورية لأن والدتي سورية ، اللهجة الخليجية والعربية الفصحى. كما قام بتصوير أغنيتين منه على طريقة ”الفيديو كليب”، وبعد فترة قصيرة، قام بتصوير 5 أغاني مع منشدين أجانب، أبرزهم: زين بيكا من جنوب إفريقيا وجونيت من باكستان، حظيت جميعها بالرواج والانتشار. وبخصوص سؤال طلبي عن أسباب توليه تلحين جميع أغاني ألبومه الأول ”مناجاة” ومعظم أغان ألبومه الثاني ”إيماني نور”، دون الاستعانة بملحنين آخرين، أوضح أنه يحب الاعتماد على نفسه. وقال: فضلت في بداية مشواري تفصيل ألحان تناسبني، معتمدا على خبرتي، لكنني سأتعاون مع ملحنين آخرين في المستقبل حتى لا يحدث تكرار في الألحان. وأضاف: ألبوم ”إيماني نور” كان نقلة نوعية بالنسبة لي، لأنني تعاونت مع موزعين من لبنان ومصر، كما اجتهدت كثيرا حتى خرج بهذا المستوى، حيث نال إعجاب الناس. وحول إدارة أعماله الفنية، قال طلبي مبتسما: تنظيمي لوقتي وأولوياتي في الحياة، إضافة إلى خبرتي الطويلة في مجال التسويق، وحرصي الشديد على تقديم فن ملتزم راق، جعلني منشدا متكاملا، فأنا أتولى إدارة أعمالي نظرا لعلاقاتي القوية مع شركات الإنتاج، استديوهات التسجيل والشعراء، كما أنني أنتج لنفسي. تحدث فادي طلبي عن الصعوبات التي تواجه المنشدين عموما، وقال: اهتمام شركات الإنتاج منصبّ على الأغاني العاطفية، مع دعم مغنيها، الأمر الذي وضع المنشدين في معاناة حقيقية مع الفضائيات التي لا تعرض أعمال معظمهم، لأن إنتاجها ليس قويا كما يجب، لذا أتمنى أن تكون هناك جهات داعمة تساعد المنشدين على تقديم ”فيديو كليبات” لأناشيدهم، ترقى إلى مستوى تلك التي يقدمها كل من سامي يوسف وماهر زين.