كشف مدير السياحة والصناعات التقليدية، السيد جمال بونافع، أن النشاط السياحي المتعلق بصيغة الإيجار قد فشل في ولاية عنابة، رغم المجهودات التي تقوم بها اللجنة الولائية لمتابعة الملف، مع التعريف به والتحسيس بأهمية هذه الصيغة لتعزيز النشاط والعلاقة بين المؤجر والمستأجر على حد سواء، بالإضافة إلى تغطية العجز المسجل في طاقة الإيواء. وأضاف أن الوزارة الوصية أدرجت نشاط كراء الشقق في خانة العمل المقنن لتفادي أي فوضى أو مشاكل أخرى قد تنجر عن تصرفات المصطافين عند قدومهم إلى مدينة عنابة وما جاورها بعد كراء الشقق، يحدث هذا في الوقت الذي نجحت فيه صيغة الإيجار السياحي في ولاية جيجل بتوفير نحو 300 شقة أخلتها العائلات للمصاطفين، خاصة القادمين منهم من ولايات الجنوب. تفضل العائلات العنابية مع بداية شهر جوان، مغادرة مقرات إقامتها لإيجارها، إذ تلجأ إلى إقامات مؤقتة في التجمعات الريفية بضواحي مدينة عنابة، فيما تُبقي عائلات أخرى شققها شاغرة على مدار السنة خصيصا لهذا الغرض التجاري الذي يوفر مداخيل لا تقل عن 16 مليون سنتيم في ظرف شهرين، تغطي الاحتياجات العائلية لبقية الشهور، إلى جانب ضمان دخول مدرسي ناجح، مع التكفل بمصاريف شهر رمضان الكريم، وبلغة الأرقام، أكدت مديرية السياحة بعنابة أن ثمة 600 بيت ومستودع للإيجار بوسط المدينة، هذه البيوت موزعة بين شقق، سكنات أرضية ومبان قديمة هشة “ببلاص دارم”، وفي هذا الشأن، أكد رئيس بلدية عنابة أن أغلب السكنات القصديرية والمباني الهشة قد تم إخلاؤها من طرف العائلات لتحويلها إلى الإيجار بطرق غير شرعية، ورغم حملات التحسيس بأهمية تقنين هذا النشاط لمساعدة مديرية السياحة على توفير مرافق للإيواء، ومنها الشقق، إلا أن ذلك حال دون تمكّن الجهات المعنية من تحويل السكنات الموجهة للكراء بصيغة الإيجار. وفي هذا السياق، قال مدير السياحة، السيد جمال بونافع، أنه رغم تفاقم مظاهر الانحراف، الجريمة وبعض التجاوزات الأخرى التي تحدث بالسكنات الفوضوية والتجمعات التي يحتشد فيها الشباب، إلا أن عملية الإيجار تتم بطريقة فوضوية وخارج الإجراءات النظامية الوقائية، بسبب عدم استجابة المؤجرين إجراء التنظيم الذي وضعته إلزاميا السلطات البلدية والأمنية بتعليمة من والي عنابة محمد الغازي، هروبا من الإخضاع للرسوم الضريبية. كان من نتائج هذه العوامل، أن فقدت مدينة عنابة ثقة زوارها ومصطافيها الذين استبدلوها بغيرها من التجمعات السكنية الحضرية والريفية، وباعتبار عنابة واحدة من المدن العمرانية التي تشكو من نقص في المرافق وهياكل الاستقبال، نجد أنه مع منتصف شهر جويلية يمتلىء نحو 24 فندقا سياحيا إلى غاية 26 أوت.