منحت جامعة الجزائر شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الانسانية والاجتماعية للوزير الأول التركي، رجب طيب اردوغان، سلمها له عميدها، السيد صالح خنور، في حفل نظم أمس، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية وعميد جامعة الجزائر 1 الطاهر حجار. وأكد الوزير الأول التركي –الذي قدم شكره لجامعة الجزائر على هذا التكريم- على أنه سيسعى جاهدا لتطوير العلاقات الثنائية بين جامعات البلدين. وعاد أردوغان مرة أخرى للتاريخ المشترك من أجل التأكيد على العلاقات المميزة بين الجزائر وتركيا وقال "إن أفضل فترة عاشتها البحرية التركية كانت في دولة الجزائر"، مضيفا أن البلدين "يجمعهما تاريخ عريق". وهو التاريخ - يضيف المتحدث- الذي يدرس في الابتدائيات التركية. واستعرض بعض المواقف التاريخية التي لاتنحصر فقط في إطار الدولة العثمانية، وإنما تمتد إلى التاريخ الحديث، حيث ذكر بموقف المجندين الجزائريين في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى، الذين وقفوا مع الأتراك ضد الفرنسيين للدفاع عن أرضهم "وهو ما لن ننساه أبدا" يؤكد أردوغان. كما ذكر بالمظاهرات التي عرفتها عدة مدن تركية دعما للثورة الجزائرية، مشيرا إلى أن استقلال الجزائر كان "أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لنا". لكن اردوغان اعتبر أن العلاقات الثنائية بين البلدين كانت دون المستوى بعد الاستقلال، وهو ماجعله يشدد على ضرورة تطويرها، مؤكدا استعداده لبذل كل الجهود اللازمة لاثرائها وقال إن الزيارة التي أداها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتركيا في 2005 ثم زيارته للجزائر في 2006 ساهمتا في توطيد العلاقات بين البلدين والشعبين "اللذين تجمعهما عادات وقيم مشتركة". وفي الوقت الذي عبر فيه عن أمله في أن تصبح الجزائر أقوى شريك لتركيا من الناحية الاقتصادية على المستوى الافريقي، أكد أن تركيا لها احتياجات في مجال الطاقة وتثق في أن أحسن من يزودها بها هي الجزائر، كما لم يغفل الحديث عن التعاون في المجال الثقافي والتعليمي، في هذا الإطار، اقترح تبادل الزيارات بين الطلاب في البلدين، مشيرا إلى وجود حاجة لتعليم اللغة العربية بتركيا "وهو مجال يمكننا العمل فيه مع بعض". وقال إن هناك 23 طالبا جزائريا يتابعون دراستهم في تركيا، "لكني آمل في أن يصل العدد إلى 50 ولم لا إلى 100 طالب... كما أتمنى مجيئ طلاب أتراك للدراسة في الجزائر". وفي كلمته، أشاد رئيس جامعة الجزائر 2، السيد صالح خنور، بشخصية الوزير الأول التركي، مذكرا بمساره التعليمي والسياسي وحتى الرياضي، وقال إنه "شخصية سياسية بارزة حققت إنجازات خارقة".وأشار إلى أن العلاقات مع تركيا شهدت قفزة نوعية لاسيما في البحث العلمي وهو ما يبرز في تطوير تدريس اللغة التركية بالجامعة الجزائرية من خلال فتح قسم خاص بها، وكذا فتح تخصص حول الدولة العثمانية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه بمعهد التاريخ. وتمنى تدعيم أكبر لهذه العلاقات مستقبلا. للإشارة، تم تقديم هدايا للوزير الأول التركي رجب طيب أردووغان تمثلت في درع الجامعة وبرنوس ولوحة زيتية عن حي القصبة. من جانبه قدم أردوغان هدايا رمزية لعميد الجامعة منها نسخة من المصحف الشريف.