عبّر المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) السيد خوسي غرازيانو داسيلفا، عن امتنانه للجزائر على دعمها للإصلاحات المقررة من قبل المنظمة، حيث أشار وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى، إلى أن هذا الامتنان جاء بناء على المكانة التي تحتلها الجزائر والدور الذي تلعبه ضمن هذه الهيئة الأممية. وعقب اللقاء الذي جمعه، أمس ، بالمدير العام لمنظمة الفاو على هامش الندوة ال 38 للمنظمة التي يشارك فيها بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بروما الإيطالية، أوضح السيد بن عيسى أنه تم التطرق لأهمية مرافقة الجزائر للإصلاحات التي تقوم بها المنظمة حاليا، وذلك بالنظر - كما قال - إلى استقرارها السياسي والاقتصاديوالاجتماعي وكذا متانة مؤسساتها. وأشار المسؤول الأممي إلى أن تجسيد الإصلاحات التي تعتزم هيئته مباشرتها، سيتم من خلال القيام بنشاطات تتلاءم مع التحولات الهامة التي تشهدها العديد من مناطق العالم وتطور العالم الفلاحي والتنمية الريفية والتغذية ومكافحة الجوع عبر العالم، بهدف تقريب المعارف التقنية والتكنولوجية. كما عبّر السيد غرازيانو - حسب الوزير - عن دعم منظمة الفاو للحوار المتوسطي؛ من أجل تعزيز الأمن الغذائي وسياسات التنمية المستدامة التي تحترم التوازن البيئي وجودة المنتوجات وتحسين المداخيل، داعيا إلى تعزيز دور الفاو في الجزائر والمنطقة ككل. وبدوره، ركز السيد بن عيسى خلال اللقاء على "أهمية" الموضوع المدرج ضمن جدول أعمال الندوة ال 38 للفاو؛ "أنظمة غذائية مستدامة في خدمة الأمن الغذائي والتغذية"، ومكانتها ضمن "آفاق الإصلاحات التي تعتزم منظمة الفاو مباشرتها عبر العالم"؛ من خلال التركيز على "البحث عن مثل هذه الأنظمة المستدامة". وأوضح السيد بن عيسى أن الجانبين تناولا عدة جوانب للمسألة، لاسيما مكافحة الفقر والجوع وسوء التغذية في المناطق المعزولة من العالم وتطوير إنتاج المواد الغذائية. كما تطرق الجانبان إلى الحفاظ على التوازن البيئي وتحسين الاستفادة من الغذاء وكذا ضرورة تطوير أنظمة ضبط وطنية وعالمية؛ من أجل تحقيق استقرار الأسواق ومكافحة تذبذب أسعار المواد الغذائية وتبذير الغذاء. من جهة أخرى، تطرق وزير الفلاحة والتنمية الريفية مع العديد من وزراء البلدان المشاركة في أشغال الندوة، للتعاون الثنائي ووسائل تعزيزه. وخلال لقاء على هامش الندوة استعرض السيد بن عيسى مع نظيره الفرنسي ستيفان لو فول، "حركية التعاون الثنائي"، التي تم الشروع فيها منذ التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين الجزائر وفرنسا في مجالات الفلاحة والتنمية الريفية والصناعة الغذائية بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر. وتطرق الطرفان لمختلف الأعمال التي تم الشروع فيها بعد إبرام هذه الاتفاقية، لاسيما إطلاق اللجنة الفلاحية المختلطة الجزائرية الفرنسية للتعاون والشراكة في هذا المجال في أفريل الماضي. وتم التطرق أيضا إلى "المقاربة المشتركة" في منطقة حوض المتوسط حول هدف "الإنتاج بشكل آخر وأفضل، من خلال الاعتماد على الفلاحة البيئية كطريق للمستقبل"، إلى جانب استعراض "تقديرات البلدين بخصوص الأحداث الدولية المتعلقة بترقية الأمن الغذائي، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي". وتطرق السيد بن عيسى خلال لقاء بنظيره الفنلندي جاري كوسكينن إلى الشراكة الثنائية، لاسيما في مجال العتاد الفلاحي (الحاصدات وغيرها من الآلات الفلاحية) وأغذية الأنعام وأيضا في مجال الصحة الحيوانية، التي ستكون محل اتفاق خلال الزيارة المقبلة للوزير الفنلندي إلى الجزائر. ودرس الوزير من جهة أخرى مع نظرائه من تونس، فلسطين، التشاد، غينيا وممثل إسبانيا، كلٌّ على حدة، وضعية الأمن الغذائي وبرامج مكافحة المجاعة والتنمية المستدامة وآفاق التعاون الثنائي في قطاع الفلاحة.