تُركز دار”زاد لينك” المتخصصة في نشر المانغا الجزائرية بالدرجة الأولى، على تنظيم ورشات تكوينية تمس هذا العالم السحري، يؤطرها أبناؤها المتخصصون في هذا الفن، الذي لم يكتف بارتداء الحلة اليابانية، بل أتحفها بخصوصيات جزائرية. في هذا السياق، تستقطب دار “زاد لينك” الشباب المحبين للمانغا، وبالأخص الموهوبين، خاصة حينما تشارك في المهرجانات المختلفة وكذا عندما تحتضنها فضاءات متعددة مثلما يحدث معها هذه الأيام، حيث حطت رحالها بالمركز التجاري لباب الزوار، ونظمت بهذه المناسبة ورشات خاصة برسم المانغا بتأطير كل من حنان بلمديوني وفلة معتوقي، وعمليات بيع بالإهداء لإصدارات الدار الجديدة، إضافة إلى بيع أعداد من مجلتها “لابستور” وألبوماتها الكثيرة ومنحوتات تمثل شخصيات المانغا، إضافة إلى تخصيص مساحة لرقص الأطفال. وصرح المكلف بإدارة الدار كمال بهلول ل “المساء”، بأن الدار تهدف من خلال تنظيمها لنشاطات ثقافية، إلى استقطاب الشباب المحبين والهاوين لفن المانغا والاحتكاك فيما بينهم، وهكذا ارتفع عدد فناني الشريط المرسوم الذين يعملون مع هذه الدار، من واحد إلى ثلاثين في انتظار المزيد. «المساء” أثناء تجوالها بفضاء دار “زاد لينك” بباب الزوار خلال هذه التظاهرة التي تُختتم اليوم، التقت بالشاب إبراهيم درامشي، الذي أحضر بعض لوحاته في المانغا وعرضها على كمال بهلول، الذي وعده بالرد عليه خلال أيام بعد أن يضعها أمام لجنة القراءة، التي ستحكم على جودة العمل من عدمها. «المساء” سألت كمال عن الشروط التي تفرضها الدار لقبول العمل، فأجاب بأن الدار تفرض أن يخص موضوع العمل الجزائر، وأن يكون تربويا وغير عنيف ولا يمس الاختلافات الدينية والعرقية، وفي حال تحقق الشروط يتم نشره عبر حلقات في مجلة “لابستور”، وبعد نضجه يتحول إلى ألبوم. بالمقابل، قال الشاب إبراهيم ل “المساء” إنه أرسل أعمالا إلى “زاد لينك” إلا أنها لاقت الرفض بسبب عيوبها الكثيرة. وبعد أن استمع إلى انتقادات المتخصصين في المانغا صحّح ما يمكن تصحيحه وأعاد الكرّة متمنيا أن يلقى عمله هذه المرة الرد الإيجابي. وتحكي قصة إبراهيم عن شاب عمره 18 سنة، يعيش حالة من الإحباط، وفي يوم من الأيام يقدم صدقة لشحاذ، فيعطيه عقدا سحريا ينقله إلى مستقبل بعيد، ليكتشف الشاب تحوّل الإنسان إلى “زامبي” (أشخاص ماتوا وعادوا إلى الحياة)، فيقرر العودة إلى الحاضر علّه ينقذ الإنسانية. وكشف كمال بهلول عن صدور خمسة ألبومات قبل انطلاق المهرجان الدولي للشريط المرسوم بالجزائر، من بينها الجزء الثالث ل “فكاتوري” لسيد علي لوجيان وآيت حمودة رياض، والجزء الثاني لحومة فايتر لسعيد سباعو وساميكون 2، مؤكدا أن الدار تهتم بأعمال الشباب من مختلف مناطق البلد، ومن بينها عمل خاص للبالغين لمحمد رحماني أمين “ألجيريان لوف”، الذي يحكي قصص الحب على الطريقة الجزائرية، كتبها باللهجة البسكرية؛ حيث أصبحت الدار تنشر أعمالا باللغة العربية بعد أن كان فنانوها يكتبون فقط باللغة الفرنسية. وصدر للدار أعمال جديدة أخرى مثل “لونجة” لحنان بلمديوني، التي تحكي قصة شابة تبكي حينما تفرح وتضحك حينما تحزن، إضافة إلى عمل آخر لنفس الفنانة تحت عنوان “العلَم”، وتحكي قصة شابين يلمسان العلم الجزائري، فيجدان نفسهما في عام 1954. أما عن العودة إلى عصرنا فلن تتم إلا بلمس العلم الجزائري مرة أخرى، إلا أن العلَم نفسه لم يكن موجودا آنذاك. وعن تمويل الدار من طرف شركات جزائرية قال كمال إنه لجأ إلى أكثر من شركة وطنية طالبا للمساعدات المالية؛ دعما للثقافة الجزائرية وتشجيعا للشباب الموهوبين، فكان له ذلك، مضيفا أنه استطاع إقناع المسؤولين بضرورة الاهتمام بأحد مقومات الهوية الجزائرية، ألا وهي الثقافة وكذا ملء المكتبات الجزائرية. من جهتها، تحدثت مسؤولة بالمركز التجاري لباب الزوار ل “المساء”، عن ظروف تنظيم هذه التظاهرة، فقالت إنه تم الاتصال بدار “زاد لينك”؛ بغرض تشجيع الفنانين الشباب، مضيفة أنها أُعجبت بأعمال الفنانين المنضوين تحت غطاء الدار، وكذا بعملية “كوزبلاي” التي نُظمت في”فيبدا 2012”، فطلبت من زاد لينك تنظيم كوزبلاي بباب الزوار (عرض أزياء مانغا من طرف محبي هذا الفن)، ولكن لم يتم ذلك بسبب ضيق الوقت، ليتم في الأخير الاتفاق على تنظيم معرض وورشات وعمليات بيع بالإهداء في انتظار أن تكون تظاهرة السنة المقبلة أكثر تنوعا. أما المشرفة على رواق باب الزوار فكشفت ل “المساء” عن إعجابها بهذه التظاهرة، خاصة بإقبال الشباب والأطفال عليها، مضيفة أن الرواق الذي تسيّره يستقبل في العادة زوارا في سن متقدمة، ولكن هذه المرة استضاف زوارا شبابا في أغلبهم، جاءوا لاكتشاف هذا الفن من خلال لوحات عن المانغا وصور وملصقات عن مجلة “لابستور”. بالمقابل، شاركت دار “زاد لينك” مؤخرا في العديد من التظاهرات المحلية والدولية، حيث شاركت في 17 مهرجانا محليا وفي مهرجان مونوبليي تحت عنوان “كوميدية الكتاب بمونبوليي” وكذا المهرجان الدولي للشريط المرسوم بانغولام، كما يحتضن المتحف الدولي للشريط المرسوم بكيوتو اليابان، بعض لوحات الدار.