يرتبط شهر رمضان، في اعتقاد العديد من الأشخاص، بامتداد السهر حتى ساعات متأخرة من الليل، وهو الأمر الذي وقفنا عليه خلال جولة قادتنا إلى شوارع العاصمة التي اكتظت بالعائلات التي خرجت للاستمتاع بنسيم الليل، في حين يفضل الشباب السهر حتى الفجر، بقضاء الوقت في لعب “الدومينو” أو الخيم الليلية التي تضمن سهرات فنية لروادها، إلا أن لكثرة السهر تأثير سلبي على صحة الصائم الجسدية والنفسية، وهذا ما أكدته لنا أخصائية الأمراض الباطنية. ما إن هلّ علينا رمضان، حتى اكتظت شوارع العاصمة بالباحثين عن أجواء الترفيه والتغييّر، كأن الليل انقلب نهارا، فالكثير من المحلات تبقى مفتوحة إلى ساعات متأخرة من الليل، خاصة في ظل توفر وسائل النقل التي تعمل إلى غاية الساعة الواحدة صباحا، إلى جانب المقاهي التي تعانق عشاق قعدات زمان، إذ يمضي بعض الشباب أوقاتهم في لعب “الدومينو” أو “البابي فوت”، وآخرون يفضلون السهر في الفنادق الفخمة والخيم الرمضانية الموزعة هنا وهناك، وتستقطب عشاق الفن بمختلف الطبوع، وهناك من يعيش أجواء مختلفة تماما خلال شهر رمضان، بحيث تتغير جل عاداته، ويهم بالسهر حتى ساعات الفجر في مختلف النشاطات سابقة الذكر، إلى جانب متابعة البرامج التلفزيونية المختلفة أو التواصل عبر شبكة الأنترنت طيلة الشهر الفضيل، مما يسبب له أضرارا صحية. وأوضحت الدكتورة “س، ب”، أخصائية في الأمراض الباطنية ببينام في لقائها مع “المساء”، أن هناك جملة من الوسائل تساهم في المحافظة على الصحة من خلال عدم إرهاق الجسم بالسهر الزائد، ذاكرة بعض الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة. وتقول محدثتنا؛ “إن الإرهاق وعدم القدرة على التركيز أولى سلبيات السهر، كونه يستنزف قدرة الجسم ويمنعه من القيام بوظائفه بشكل طبيعي، فالطالب لا يستطيع التركيز في الدروس، والموظف لا يتمكن من الإنتاج بشكل جيد ولربما يرتكب أخطاء، كما أن عدم الخلود للنوم في أوقات منظمة يؤدي إلى اضطراب في الهرمونات التي تنظم وظائف الجسم، وعند الصغار تؤثر على هرمون النمو، بحيث يتأثر هرمون “الكرتوزون” بالغدة النخامية، علاوة على أهميته في وظائف الخلايا، وبالتالي الجسم بشكل كلي. الجهاز العصبي يتعرض بدوره للإرهاق، تقول المختصة، فعدم أخذ قسط كاف من النوم بسبب السهر الزائد يؤدي إلى ضعف المناعة، وبالتالي ضعف مقاومة الأمراض التي تكثر بعد ذلك، ويصبح الإنسان عرضة للعدوى. وأوضحت الأخصائية أن لهذه التأثيرات الجسدية أثر نفسي على الإنسان، فالسهر يؤدي إلى الإرهاق الجسمي واضطراب في الهرمونات، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات مع الآخرين،إلى جانب ارتفاع ضغط الدم والتعرض لمشاكل بصرية وصداع، وبالنسبة للمريض الذي يعاني من الضغط أو السكري، فإن السهر لا يتوافق وهذه الأمراض. ولأن الوجبات الرمضانية متقاربة، يهم الصائم بتناول كميات كبيرة من الأكل ويسهر، مما يؤدي إلى زيادة في عسر الهضم، وأرى أن سبب السهر في رمضان يعود إلى الإسراف في تناول المنبهات، مثل القهوة والشاي التي يؤدي استهلاكها بشكل مفرط إلى قلة النوم، تقول المتحدثة. لذلك، تنصح المختصة بضرورة النوم لساعات كافية خلال الليل، والحصول بعد ذلك على قيلولة خلال النهار، إن أمكن، كما أن الإفراط في الأكل خلال الليل، وبالذات قبل النوم، يؤدي إلى اضطرابات في النوم، وتزداد أهمية ما سبق ذكره في حق الأطفال، حيث يجب على الوالدين مراعاة حصول أطفالهم على نوم كاف خلال شهر رمضان.