عاشت مديرية الوحدات الجمهورية للأمن بالحميز، سهرة احتفالية حماسية، بمناسبة العيد الواحد والخمسين للشرطة الجزائرية، التي أشرف عليها وزير الداخلية والجماعات المحلية، وتم بالمناسبة استعراض المستوى العالي الذي بلغته الشرطة التي قطعت أشواطا كبيرة بعد أزيد من نصف قرن من التكوين والمثابرة والعمل الدؤوب الذي رافق جميع مرحل بناء الدولة الجزائرية المعاصرة ليصبح هذا الجهاز قوة لا يستهان بها ومفخرة للأجيال وهو الذي استطاع أن يحقق أولى مطالب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي قال ذات يوم من سنة 1999 ”إن كنتم عاجزين عن إطعام هذا الشعب من جوع.. فأمنوه من خوف..”. وقد أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد دحو ولد قابلية، مساء أول أمس، على مراسم حفل الذكرى الواحدة والخمسين لتأسيس الشرطة الجزائرية بحضور المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل وعدد من أعضاء الحكومة وإطارات الدولة وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، إلى جانب عدد من منظمات المجتمع المدني الذين أبهروا بالعروض القتالية والدفاعية التي أدتها فرق من مختلف تخصصات الشرطة، بالإضافة إلى استعراض تشكيلة متطورة من الإمكانيات المادية التي أصبحت اليوم في متناول عناصر الشرطة. وبهذه المناسبة، أكد المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، في كلمة وجهها لجميع منتسبي جهاز الشرطة بمناسبة عيدهم الوطني، أن استتباب الأمن وتحقيقه أساس تحقيق الإبداع وقيام نهضة علمية واقتصادية واجتماعية، مبرزا ”أنه لا إبداع بدون استقرار ولا نهضة علمية أو اقتصادية أو اجتماعية بدون أمن وعلى هذا الأساس قامت الشرطة منذ الاستقلال الى جانب المؤسسات الأمنية الوطنية الأخرى بمهام جليلة خدمة للوطن والمواطن وضمانا لأمنه وسلامته”. واعتبر اللواء هامل أن ”الأمن من المطالب العليا والنبيلة التي تسعى إليها كل المجتمعات البشرية لتحقيق تقدم حضاري” وأن الشرطة الجزائرية رفعت بذلك التحدي في كل مراحل تطور البلاد ”حيث تصدت لكل التهديدات ومصادرها وقدمت تضحيات جسام” وأثبتت في كل مرة ”إخلاصها التام للوطن ومواصلتها لعهد جيل نوفمبر 1954 الأمر الذي أكسبها احتراما وتقديرا شعبيا ورسميا”، حسب اللواء هامل الذي أشار إلى أن جهازه أوفى بالتزاماته لرئيس الجمهورية الذي طالبه سنة 1999 بمقولته المعروفة ”إن كنتم عاجزين عن إطعام هذا الشعب من جوع.. فأمنوه من خوف..”. وقد أولت الدولة من خلال برامجها ومخططاتها اهتماما مستمرا بجهاز الأمن الوطني على غرار القطاعات الأخرى فعملت على تطويره وتدعيمه لمواكبة المستجدات والتطورات الحاصلة في ميدان الجريمة بأنواعها لاسيما الأشكال الجديدة كالجريمة المنظمة وتبيض الأموال وجرائم المعلوماتية، حسب المدير العام للأمن الوطني الذي أكد اعتماد جهازه على سياسية أمنية استشرافية التي تقوم على أسس علمية وأكاديمية مكنت جهاز الأمن الوطني من رفع تأهيل عناصره لاحتواء الأزمات الأمنية والتصدي لظواهر إجرامية بدأت تأخذ أبعادا دولية وإقليمية. كما تعتمد الخطة الأمنية على رفع مستوى التكوين بانتهاج خطة تكوينية عالية في مختلف التخصصات وبأحدث الوسائط التي لا تختلف عن أرقى المدارس والكليات الأمنية الدولية حتى تصبح الشرطة الجزائرية فاعلة وتتميز باحترافية عالية وتستجيب للتحولات الداخلية والدولية.. وسخرت لأجل ذلك إطارات متمرسة لها ما يكفي من التكوين الأكاديمي والتجربة الميدانية للمساهمة في صقل دفعات من الشرطة -يضيف المدير العام للأمن الوطني-. وأثنى اللواء في مداخلته على جميع من ساهموا في تكوين جهاز الشرطة الذي أصبح مثالا يحتذى لدى العديد من أجهزة الأمن الدولية لاسيما من خلال مكافحة الجريمة بأنواعها والتسيير العقلاني للحشود والاحترافية العالية في التعامل مع المواطن، مشيرا إلى أم المدارس المشهود لها بالقوة والرزانة والخبرة، التابعة للجيش الوطني الشعبي، حيث حظيت دفعات من إطارات الأمن الوطني بتكوين رفيع المستوى بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، حيث تلقوا تكوينا عاليا زاد من كفاءاتهم ومؤهلاتهم العملية والبدنية وأكسبهم مهارات جديدة وتقنيات تدريبية عالية تستفيد منها الشرطة في مكافحة الجريمة بأنواعها. وأدت بالمناسبة فرق من مختلف تخصصات الشرطة حركات نظامية دفاعية وهجومية واستعراضات رياضية تبرز مدى جاهزية الشرطة الجزائرية لمكافحة الجريمة وحفظ النظام العام، وقد تمت الاستعانة بأثقل التجهيزات التي تحوزها مصالح الشرطة وأدقها وأكثرها مواكبة للتطور الحاصل على المستوى الدولي على غرار الجيل الأخير من المسدسات الكهربائية من ”تازير” التي تشل حركة الشخص المستهدف دون أن يكون لها أي تأثير على صحته وإن كان المعني عليلا. كما حلق سرب من مروحيات ”الهليكوبتر” ذات التقنيات العالية والتي استلمتها مؤخرا مصلحة الطيران التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني بتعداد 14 مروحية مزودة بكاميرات تعقب ومراقبة عالية الدقة، وشاركت المروحيات في الاستعراض التمثيلي لتدخل واقعي كانت قد قامت به مصالح الشرطة عشية تأهل المنتخب الوطني الى المونديال في 2010، حيث شهد حي بوروبة بالعاصمة تسلل إرهابيين خطيرين كانا محل بحث واسع.