تسجل يوميا عشرات الحوادث المنزلية خلال شهر رمضان، أغلبها تقع في اللحظات التي تسبق الإفطار أو بعده مباشرة، بسبب الحروق التي تمثل نسبة 80 بالمائة من إجمالي الحوادث والتي تنجم عادة عن انفجار الغاز وبعض الوسائل الكهرومنزلية كالقدر الضاغط، وتتعداها إلى تسممات غذائية بعد الإفطار بسبب تناول مواد استهلاكية منتهية الصلاحية، خاصة مع ارتفاع الحرارة وعدم احترام شروط التبريد، حسبما أكدته مصالح الحماية المدنية التي أفادت أن معظم هذه الحوادث تقع في الأوساط الحضرية. أكد الملازم أول، نسيم برناوي، من خلية الاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية ل«المساء” أمس، أن عدد الحوادث المنزلية عرف ارتفاعا منذ بداية شهر رمضان مقارنة بباقي الأيام الأخرى، خاصة ما تعلق بالحروق التي تعود بالدرجة الأولى إلى انفجار غاز البوتان والفرن أو ما يعرف ب«الطابونة” التي تستعملها العائلات الجزائرية لطهي الخبز التقليدي أو ما يعرف ب«الكسرة” أو”المطلوع”. وترجع هذه الحوادث في أغلب الأحيان إلى الإغفال وغياب الصيانة، حيث تبين بعض هذه الحوادث، أن أنابيب الغاز التي تربط قارورة الغاز بالفرن متآكلة وغير صالحة، مما أدى إلى حدوث تسربات للغاز ووقوع الانفجار. ناهيك عن تلك الحروق الناجمة عن انفجار القدر الضاغط الذي لا تتقن بعض النساء استعماله أو لا تراقب صماماته إن كانت تخرج الهواء أم لا، بالإضافة إلى عدم تفقد المطاط المحيط بغطائه والذي يجب تغييره في حال تآكله، لتفادي انفجار القدر الذي يتسبب في حروق خطيرة وفي بعض الحالات مميتة. ويكون الأطفال في الكثير من الأحيان هم الذين يرافقون أمهاتهم في المطبخ ضحايا لهذه الحوادث، التي يبقى سببها الرئيسي اللامبالاة وقلّة الوعي بحجم خطورة هذه الحوادث الصغيرة التي تؤدي إلى نتائج وخيمة تؤدي إلى فقدان الحياة والتسبب في عاهات مستدامة. وأكدت مصلحة الاستعجالات بمستشفى درارية، أن 80 بالمائة من الحوادث المنزلية المسجلة في رمضان سببها الحروق التي تقع عند تحضير وجبة الإفطار، إذ عادة ما تكون ربات البيوت منهمكة بتحضير وجبات عديدة وتكون مسرعة لا تولي اهتماما لبعض التفاصيل التي قد تسبب كوارث. وأكدت الحماية المدنية، أنها سجلت خلال السداسي الأول من السنة الجارية وفاة 20 شخصا بسبب الحروق الناتجة عن الحوادث المنزلية، بالإضافة إلى إصابة 472 آخرين، في الوقت الذي سجلت فيه وفاة 3 أشخاص وإصابة 89 آخرين جراء الانفجارات الناجمة عن الغاز ووسائل التدفئة وغيرها من الأجهزة الكهرومنزلية. وقد أحصت مصالح الحماية المدنية منذ شهر جانفي إلى غاية شهر جوان 232 ألف و357 تدخلا، منها591 تدخلا خاصا بحالات الاختناق، تم خلاله إسعاف 481 شخصا، في حين تم تسجيل 115 حالة وفاة. بالإضافة إلى قيام وحدات الحماية المدنية عبر الوطن ب817 تدخلا خاصا بحالات التسمم، تم خلاله إسعاف 1062 مصابا جراء تناول مواد غذائية غير صالحة، أو أدوية ومواد كميائية. فيما توفي 1314 شخصا وتعرض 24 ألف و604 آخرين لإصابات مختلفة جراء حوادث منزلية أخرى.