تختتم اليوم فعاليات معرض جمعية فيدا أو "النساء تطور وتنمية"، الذي احتضنه المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية وحمل شعار"حرفيات الجزائر هواية ومستقبل"· شاركت مجموعة من العارضات من النساء الماكثات في البيوت من مختلف ولايات الوطن، سطيف، تيزي وزو ، غرادية، قسنطينة وبومرداس بصناعاتهن اليدوية التقليدية والمتثملة في الزرابي، الحياك، الأواني المزخرفة، الألبسة، البرانس النسوية الصوفية، أثاث البيوت والحلي، التي أضفت عليها النساء بصمات عصرية· وقد أبدى الزوار الجزائريون والاجانب اعجابا كبيرا بالمعروضات· وعن نشاط الجمعية النسوية، قالت السيدة "أن ماري" سكرتيرة الجمعية بباريس، إن كل النساء المنخرطات في الجمعية سواء المتواجدات في الجزائر أو بباريس يطمحن للرقي بالصناعات التقليدية، خصوصا أن الحرف تحتاج إلى رعاية حتى تتوارث عبر الأجيال، مؤكدة على حرص الجمعية التي أنشئت سنة 1995 على تشجيع النساء الماكثات بالبيت من خلال تسويق صناعاتهن بالمعارض التي تقام داخل وخارج الجزائر، مع تزويدهن بالمواد الاولية، بالاضافة الى اشرافها على تكوينهن من خلال التعاونيات التي تضمن لهن دروسا في الإعلام الآلي لمواكبة العصر وكذا تقنيات "الماركتينغ"، كما تلتقي النساء بصورة مستمرة لتبادل الآراء والأفكار بالجمعية· وتواصل محدثتنا قائلة: "لدينا 10 مواقع موزعة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب الى جانب محل لبيع المنتوجات بتيزي وزو، ونسعى لتوسيع نشاطنا حتى نضمن لكل امرأة في الجمعية حق بيع منتوجاتها"· من جهتها، تحدثت لنا السيدة بوضياف من المنيعة عن نوعية المنتوجات المقدمة والتي تشترط فيها الجودة، قائلة: "إننا نصنع كل ماهو تقليدي يعكس ثقافة الجزائر مثل الحلي التقليدية التي تصنعها عضوة من الجمعية بعضم الزيتون، والقرع المجفف الذي ترسم عليه زخارف وأشكال تعكس الطبيعية الصحراوية، أو تزيين الصالات ببعض القطع الفضية·· إننا نحاول وضع لمسات ابداعية عصرية على كل الاشياء التقليدية التي تصنعها أنامل النساء، حتى من البلاستيك أو أكياس البلاستيك نصنع الزرابي البلاستيكية وكذا الصينيات وأطباق الخبز من سعف النحل"· وعن الرسومات المختارة في الزابي وأواني الزينة، قالت السيدة بوضياف: "غالبا ما تختار الالوان التي تعكس طبيعة الصحراء مثل اللون البني، الابيض والرملي·· أما بالنسبة للرسومات فالقرويشة أو الرحى الصغيرة هي الشكل المفضل بالنسبة لناس الصحراء، لهذا نرسمه على الشمعدان والاواني وكذا الافرشة المخصصة للصالونات، وكذا القباب، هذه الاخيرة التي تعكس العمران بالصحراء"· وتضيف محدثتنا قائلة: "لقد شاركنا في عدة معارض خارج الوطن مثل فرنسا، اليونان، إيطاليا، تركيا·· ولاقينا انبهارا من طرف بعض الاجانب مثل الايطاليين الذين أحبّوا الصناعات التقليدية الجزائرية واقتنوا كثيرا المصوغات، وهذا أمر هام بالنسبة لنساء الجمعية اللائي تحسّن مستواهن المعيشي"·