إنه الانفراج في اتحاد الحراش بعدما تدعمت خزينة النادي بمبلغ مالي يقدّر بستة ملايير سنتيم، يتضمن نصفها النسبة المالية من صفقة تحويل لاعب الفريق بغداد بونجاح إلى الترجي التونسي، بينما النصف الثاني يمثل المساعدة المالية التي أقرتها وزارة الشباب والرياضة لكل أندية الرابطة الاحترافية الأولى والثانية. ويمكن القول إن النادي الحراشي تفادى بفضل هذه الأموال، الدخول في أزمة مالية حادة كادت تعصف بالفريق قبل انطلاقه في بطولة الموسم الجديد، فقد نجح اتحاد الحراش، لأول مرة في مشواره، في ضبط صفقة مربحة جدا للنادي، لمّا قرر تحويل اللاعب بغداد بونجاح، وها هو يجني ثمارها في مرحلة عصيبة مر بها في الأيام الأخيرة بعدما لجأ بعض اللاعبين الأساسيين إلى إضراب عن التدريبات، حيث يمكن الآن لزملاء هندو استلام المستحقات المالية التي كانوا يطالبون بها. ولازالت أطراف كثيرة في النادي تستهجن موقف المدرب بوعلام شارف لما عارض هذا الأخير مغادرة بونجاح الفريق، وكاد موقفه أن يُحدث أزمة كبيرة بينه وبين رئيس النادي محمد العايب، الذي أدرك أكثر من مدربه الفائدة من إتمام تلك الصفقة، والتي تُعد تجربة أولى من نوعها في اتحاد الحراش، ستمكّن النادي من الاستثمار مستقبلا في هذا الجانب، خاصة أن هذا الأخير أصبح أكثر من أي وقت مضى، يعتمد على التكوين الذي سيشكل سوقا مربحة في مجال التحويلات، وهناك من شجع العايب على اتباع سياسة بيع أو تحويل اللاعبين، والتي تُعتبر متنفسا حقيقيا في الجانب المالي. ولا شك أن المدرب شارف سيدرك أنه كان مخطئا في موقفه، حيث إن الحصة المالية المخصصة له في إطار تجديد عقده مع النادي ستُقتطع من صفقة تحويل المهاجم بونجاح. تجدر الإشارة إلى أنه لأول مرة منذ عدة سنوات، تمتلئ خزينة النادي بستة ملايير سنتيم، التي تمثل مبلغا كافيا لتسيير الفريق على الأقل إلى غاية نهاية المرحلة الأولى من البطولة القادمة. ويحبّذ أنصار اتحاد الحراش لو يبقى مسيّروه على سياسة التكوين التي تغيرت معطياتها في النادي، المصمم هذه المرة على الاهتمام باللاعبين الشبان، سواء الذين تتم ترقيتهم من فئة الأواسط والآمال نحو الأكابر أو أولئك الذين يتم جلبهم من هنا وهناك على غرار استقدام ثمانية لاعبين كانوا ضمن المنتخب الوطني لأقل من عشرين سنة، وهم مدني، نسيب، عبد اللاوي، الربيعي، كنيش، خدير بلعباس وبوخماسة، يحوزون كلهم على مستوى جيد يؤهلهم ليكونوا عن قريب الخلف الحقيقي في فريق الأكابر. وقد صرح محمد العايب في هذا الصدد: ”هؤلاء الشبان يمثلون مستقبل النادي، ونحن مستعدون لتحمّل مصاريف تكوينهم في النادي مهما كلّفنا الثمن”.