وضعت شبكة وسيلة بين يدي العاملين بالصحة دليلا من 19 صفحة تحت عنوان “الكشف عن العنف ضد المرأة والتكفل به”، تناول بعض المحاور المهمة التي تمكّن العاملين في الصحة من الكشف عن مختلف مظاهر العنف المسلَّط على المرأة. جاءت في مقدمة الدليل الدوافع التي جعلت شبكة “وسيلة” تطرح هذا العدد، ومن بينها بعض البيانات التي تحسّن أداء العاملين في مجال الصحة سيما أن تحصيلهم المعرفي ضئيل بالنسبة لعواقب العنف الجسدية والعقلية، كما استعرض المقصود من العنف ضد المرأة، وهو “تعبير عن علاقة هيمنة الرجال على النساء؛ ما ينتج عنه مشكلة خطيرة للصحة العامة”، من أجل هذا كان لا بد من أن يتم تدريب المهنيين في الصحة على مواجهة هذا الخطر الذي يهدّد حياة النساء المعنّفات. كما طرح الدليل أيضا قضية رئيسة تخص الجانب الأخلاقي، وهي مسألة التبليغ عن العنف في حق المرأة، وتحديدا العنف بين الزوجين. قُسّم الدليل إلى خمسة أبواب، تناول الباب الأول الذي جاء تحت عنوان “الكشف عن العنف”، مسألة الممارسة الميدانية للكشف عن العنف، التي قد تبدو يسيرة إن أفصحت المرأة المعنّفة عنها، وقد تبدو أكثر صعوبة عندما ترفض الضحية الإفصاح عن حقيقة ما تعرضت له، بينما قد تكون صعبة جدا عندما ترفض الضحية الكلام. وأمام كل هذه الحالات لا بد لمهنيّي الصحة أن يتقصّوا الحقيقة، وفي حال ما إذا تمكن المهني من كشف حالة العنف، لا بد أن يشعر الضحية بأنها ليست لوحدها، وأنه قادر على الإصغاء إليها وتوجيهها. خُصص الباب الثاني للحديث عن الطريقة التي يتم بها التكفل بالنساء ضحايا العنف من طرف مهنيّي الصحة؛ حيث جاء فيه أن عملية التكفل بالضحية مسألة معقّدة، غير أنها ممكنة من خلال اعتماد حسن الاستقبال وتهيئة الظروف بمنح الوقت للضحية لسرد حالتها، إلى جانب إبداء الاهتمام بمعاناتها، وهذا لن يتحقق إلا بتوفر العناصر الثلاثة، وهي الإصغاء والفحص (الذي ينتهي بتحرير شهادة طبية تسلَّم للضحية)، والتوجيه (الذي يعني مرافقة الضحية إلى ما ينبغي لها أن تقوم به). كما تناول الدليل نموذجا طبيا لما ينبغي أن تحويه الشهادة الطبية التي تحرَّر لصالح الضحية المعنَّفة، والتي من شأنها أن تضمن لها حقوقها كاملة، من خلال عرض قائمة لبعض الأسئلة التي لا يجوز إشعار الضحية بها، على غرار التشكيك بأقوالها، أو الدفع بضيق الوقت، أو الإحلال محل الشرطة أو العدالة أو تجاهل كيفية الإرشاد. أما ما ينبغي فعله فهو الرحمة والإصغاء بتأنٍّ وتصديق الضحية واتخاذ الإجراءات الفعالة المخففة لحالة الضحية. الباب الثالث أُفرد للحديث عن الحالات الممكنة للضحية التي تُعرض على مهنيّي الصحة، والمتمثلة في العنف المعلن عنه، والذي يتجسد في الأضرار البارزة كالجسدية والأضرار المختلفة. أما العنف غير المعلَن عنه فهو ذلك الذي يقوم على أعراض مباشرة، على غرار الاكتئاب والقلق وأعراض غير مباشرة، مثل اضطراب عاطفي أو تصريحات غير متناسبة. كما عرض الدليل الطريقة التي ينبغي أن يتقيد بها المهنيون لإجراء كشف روتيني، يقوم على معرفة كيفية طرح الأسئلة، وعموما لا تخرج طبيعة السؤال عن بعض النماذج المتمثلة في: “هل هناك خلافات بينك وبين زوجك؟” أو “هل سبق لك أن تعرضت للعنف؟” أو “هل يُكرهك زوجك على القيام بالممارسات الجنسية؟”... وحمل الباب الأخير جملة من التعليمات الموجهة للقابلات؛ على اعتبار أنهن من مهنيّي الصحة، وقد خُصصت التعليمات لفئة النساء الحوامل اللواتي يتعرضن للعنف، وكان من بين ما جاء بالتعليمات أنه ينبغي أن تطول المقابلة مع الحامل، وأن يطلب إليها أن تباشر جملة من الفحوصات حتى تكون القابلة على علاقة ثقة مع الضحية لتشعر بالأريحية، ليُختتم الدليل بعرض مجموعة من الأرقام الهاتفية الخاصة بالجمعيات التي تقدم خدمات للمعنّفات بمختلف ولايات الوطن.