تحتضن بلدية عين أعبيد بولاية قسنطينة، اليوم، النشطات الرسمية للاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني لسنة 1955 التي جاءت لفك الحصار الذي ضرب على منطقة الأوراس الأشم وكذا إثبات قوة الثورة وحسن تنظيمها حتى يعرف الجميع بأنها ليست عملا منعزلا لمتمردين وخارجين عن القانون. كما ستكون المناسبة التي بات يحتفل بتاريخها كعيد وطني للمجاهد، فرصة للاحتفال بالذكرى ال57 لمؤتمر الصومام المنعقد في مثل هذا اليوم من ستة 1956 بقرية إيفري بوادي الصومام ببجاية والذي يعد محطة هامة في مسار الثورة التحريرية، حيث قررت السلطات المحلية اليوم التوجه إلى مقبرة الشهداء بعين أعبيد لرفع العلم الوطني والترحم على أرواح الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل تحرير الوطن من العبودية والاستعمار، ليتم فيما بعد زيارة أحد مراكز التعذيب الذي كان شاهدا على عمليات التنكيل التي طالت الجزائريين نساء ورجالا ممن رفضوا العيش تحت مضلة الاستعمار. ويشمل البرنامج أيضا تدشين فرع تجزئة الموارد المائية بالمنطقة الذي يدخل ضمن المشاريع التنموية، وكذا حضور عرض مسرحي ثوري ملحمي بالمكتبة البلدية، بعنوان "صرخة الثوار" من تنشيط براعم الكشافة الإسلامية الجزائرية سليلة جيل النضال والمقاومة في الدفاع عن كل شبر من هذا الوطني الغالي. وسيتم بالمناسبة تكريم الأسرة الثورية التي رفعت لواء الجهاد عاليا دون ملل إلى غاية تحقيق الحلم بخروج الجزائر من ظلمة المستعمر إلى ضوء الحرية والاستقلال، وبرمجت السلطات بقسنطينة أن يكون ختام الاحتفالات مسكا بعرض فيلم وثائقي حول إنجازات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال عهداته الرئاسية. من جهتها، سطرت جمعية "ريم البلاد" لترقية الشباب والثقافة على هامش المناسبة برنامجا متنوعا انطلق أمس تحت شعار "الذي ليس له ماض، ليس له حاضر" ويمتد البرنامج على مدار ثلاثة أيام، يشمل محاضرات من تنشيط مجاهدين لتقديم شهادات حية لما عاشوه من ويلات خلال الحقبة الاستعمارية خاصة خلال فترة الثورة التحريرية، كما شملت المحاضرات تدخل الإعلامي بوكرزازة صاحب كتاب "المجاهد علي سفاري". ولم تستثن نشاطات الجمعية بهذه المناسبة تنظيم معارض خاصة لوسائل التعذيب إبان الثروة التحريرية، حيث تم استنساخ نماذج حقيقية من متحف المجاهد بالتنسيق مع حرفيين مختصين وعرضها لأول مرة بالمركز الثقافي ابن باديس، لتكون شاهدة على بشاعة المستعمر الفرنسي وتصديه بوحشية لكل نداءات الاستقلال والحرية، ومن بين الوسائل التي تم عرضها رفقة مجموعة من الصور لمجاهدين وشهداء، المقصلة التي أزهقت أرواح العديد من الشهداء وعلى رأسهم الشهيد أحمد زهانة المدعو زبانة.