كشف صيادلة أن الأدوية المضادة للإسهال، الارتجاع المعدي، السعال وكذا حرقة المعدة وآلام الرأس من أكثر الأدوية طلبا خلال فصل الصيف، وأرجعوا الأسباب إلى ارتفاع درجات الحرارة والوجبات السريعة. كما أشاروا إلى أن حوالي 70 بالمائة من طالبيّ هذه الأدوية يقصدون الصيدلي مباشرة لطلب رأيه حول الدواء المناسب دون استشارة طبية. قالت صيدلانية تحدثت إلى «المساء»: من أهم أمراض الصيف؛ الإسهالات المتكررة، التهابات المعدة والتسمم الغذائي، وهي أمراض تصيب الكبار والأطفال على حد سواء، تظهر أعراضها عموما في آلام البطن، الإسهال المتكرر، التقيؤ، الغثيان، ارتفاع الحرارة، مع الإعياء العام والشحوب، «وهي عموما الأعراض التي يسردها علينا الزبائن بصفة يومية، مما يعني أنها أمراض ترتبط بشكل أو بآخر بفصل الصيف، وعليه يزداد الطلب عموما على الأدوية المضادة لهذه الأمراض طوال الموسم الصيفي». وتأتي الأدوية المضادة للإسهال على رأس قائمة الأدوية الأكثر طلبا في الصيف، حسب المتحدثة، وبررت ذلك بالقول؛ إن الناس يقبلون كثيرا على استهلاك الفواكه الصيفية دون ضوابط، مثل «الدلاع» أي البطيخ الأحمر المعروف عنه أنه يسبب الإسهال، والمثل يقول؛ إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده. كذلك هناك الوجبات السريعة والاستعمال المفرط «للمايونيز» الذي يسبب التسممات الغذائية التي يكون الإسهال أول علاماتها.
%70 يشترون الدواء دون استشارة طبية وأشارت المتحدثة إلى أن نسبة كبيرة من المواطنين لا تستشير الطبيب، بل تقصد الصيدلي مباشرة وتطلب رأيه حول بعض الأعراض والأدوية المضادة لها، وتضيف أن نسبة قليلة منهم تعمل بالنصائح والسواد الأعظم من المواطنين يطلبون إرشادات، لكن لا يعملون بها. فالمعروف أن الأدوية المقدمة مثل «البراسيتامول» مخففة للألم لا غير، وعلى المريض أن يستشير الطبيب ويخضع للعلاج، فلربما يصاب بتعقيدات أخرى أو تسممات دوائية، خاصة إذا كان يعاني مرضا مزمنا كالإصابة بالربو أو السكري أو ارتفاع الضغط. ولاحظت «المساء» أثناء استطلاعها، إقبالا كبيرا على الصيدليات من المواطنين الذين كانوا يطلبون مختلف أنواع الأدوية. وكان «البراسيتامول» الأكثر طلبا على الإطلاق. وفي السياق، أكد لنا صيدلي أنه يتم في الشهر الواحد تصريف ما يزيد عن 600 علبة، إذ ويكشف المتحدث أن اقتناء «الباراسيتامول» أصبح يشكل عادة عند المواطنين، بحيث لوحظ أن المواطن حاليا لا يقوى على الآلام أو لا يصبر عليها، لذلك تجده يسارع إلى تناول حبات من هذا المسكن، رغم أن الأطباء يوصون بعدم تجاوز 4 ملغرامات منه، ويضيف أن الطقس خلال فصل الصيف، يتسم عموما بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، مما يجعلنا نشعر بالثقل، وجع الرأس وحتى الغثيان، فتكون هنا حبات «الباراسيتامول» بمثابة مخرج «سحري» من هذه الحالة، يقول الصيدلاني، مشيرا إلى أن اقتناءها يكون من طرف الجنسين، من جميع الأعمار. وتشير صيدلانية أخرى إلى أن الأدوية المضادة للإسهال الذي يحدث بسبب الوجبات السريعة، وكذا أملاح إعادة التمييه بالنسبة للأطفال والرضّع الذين يتعرضون للحمى خلال فترة الصيف، بسبب ضربات الشمس، قد شكلت أهم الأدوية التي يكثر عليها الطلب منذ بداية فصل الصيف، موضّحة أنها أدوية تباع في اليوم الواحد بما معدله 20 علبة، وتوعز ذلك إلى ارتباط استعمالها بأعراض الزكام، السعال، وآلام الرأس والأسنان. كما تشير نفس المتحدثة إلى أن ثمة طلبا متزايدا على الكريمات الواقية من أشعة الشمس، التي تمثل من جهتها 60 بالمائة من الأدوية المطلوبة طوال فصل الصيف، إلى جانب الكريمات المضادة للسعات البعوض. وقال صيدلي آخر؛ إنه إضافة إلى الأدوية المشار إليها سابقا، التي يتزايد الطلب عليها في الصيف، فإن الأدوية المضادة لالتهاب المعدة تشكل أيضا أحد أهم مقتنيات المواطنين لدى الصيدليات منذ بداية فصل الحّر، مرجعا السبب إلى إقبالهم على الأكل خارج المنزل بسبب العطلة الصيفية، مشيرا إلى أنها من أهم الأدوية المعروف بفعاليتها ضد التهابات المعدة، بلغت منذ بداية جوان بنسبة 100 بالمائة، مما اضطره إلى جلب كميات أخرى منه بعد نفاذ المخزون الذي كان متوفرا في صيدليته، وأكد أنه يستقبل يوميا عشرات المواطنين الذين يطلبون الأدوية المضادة لالتهابات المعدة.