التزم الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان بتنظيم حوار جاد بين مختلف أطراف المعادلة السياسية اللبنانية مباشرة بعد تشكيل الحكومة الجديدة يشمل جميع القضايا الخلافية التي تم الاتفاق على بحثها والتي وردت في خطابه خلال أدائه اليمين الدستورية. واعتبر الرئيس سليمان خلال لقائه أمس وزير الخارجية الألمانية الدكتور فرانك والتر شتانماير أن كل دعم يلقاه لبنان سواء من الدول الشقيقة أو الصديقة سيكون له الأثر الايجابي على تفعيل الحوار الوطني. وكانت العلاقات اللبنانية السورية من بين القضايا الهامة التي بحثها الطرفان خاصة وأن رئيس الدبلوماسية الألمانية طلب إيضاحا من الرئيس اللبناني الجديد بشان موقفه من هذه القضية. ولكن الرئيس سليمان أكد أنه سيعمل على إقامة أفضل العلاقات مع دمشق واعتبر أن مشاركة وزير الخارجية السوري وليد المعلم في جلسة انتخابه دليل واضح على العلاقات الأخوية بين البلدين. وأبدى الرئيس اللبناني الجديد ثقته بعودة العلاقات اللبنانية السورية إلى أفضل حال من منطلق أن ما يربط البلدين أقوى من المسائل السياسية لأنه متجذر في التاريخ والجغرافيا وروابط العلاقات الاجتماعية بين شعبي البلدين. وكان العماد ميشال سليمان تطرق في الخطاب الذي ألقاه عقب أدائه اليمين الدستورية لتولي منصب الرئاسة إلى العلاقة الثنائية بين لبنان وسوريا والتي شكلت نقطة خلاف جوهرية بين فريق الموالاة والمعارضة. واستطاع الرئيس اللبناني الجديد بفضل حنكته التي اكتسبها من تجربته على رأس المؤسسة العسكرية من إقناع طرفي المعادلة السياسية اللبنانية بوجهة نظره بخصوص هذا الموضوع بعدما أكد على ضرورة إقامة علاقات مع سوريا تقوم على أساس الندية واحترام كل بلد لسلطة وسيادة البلد الأخر. وهو ما جعله يؤكد مرة أخرى أن كلا من لبنان وسوريا قد استفادا من أخطاء الماضي وستكون علاقاتهما مستقبلاً نموذجا للعلاقات بين الدول المتجاورة. وأشار الرئيس اللبناني في هذا السياق إلى أن دمشق أبدت استعدادها لإقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان وهو ما يساهم بشكل كبير في تحسين هذه العلاقة بشكل يخدم مصلحة الطرفين في آن واحد. وطالب الرئيس ميشال سليمان في الأخير المجتمع الدولي ومن ضمنه ألمانيا العمل من أجل إيجاد حل شامل لأزمة الشرق الأوسط يقوم على ضمان حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وعدم توطينه خارجها. وفي هذا السياق أطلع الوزير الألماني الرئيس سليمان على التحرك الذي تقوم به بلاده على صعيد معالجة أزمة الشرق الأوسط ولاسيما الوضع في فلسطين والمساعدات التي تقدمها إلى الشعب الفلسطيني في الظروف الصعبة التي يمر بها . وكان رئيس الدبلوماسية الألمانية نقل إلى الرئيس سليمان تهاني الحكومة الاتحادية الألمانية بانتخابه رئيسا للجمهورية، وأكد استعداد ألمانيا لتقديم المساعدات اللازمة لاستكمال التعاون بين البلدين وتطويره في كافة المجالات كافة. وأشار إلى أن المشاركة الألمانية في مراقبة المياه الدولية التي بدأت سنة 2006 تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ستتواصل من خلال المشاريع المشتركة في مجال ضبط التهريب عبر الحدود البرية.