دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله أمس بالجزائر العاصمة، الحجاج الجزائريين لموسم 2013 إلى مراعاة الظروف “الاستثنائية” بالبقاع المقدسة بسبب أشغال التوسعة. وأوصى السيد غلام الله خلال لقاء تحسيسي بمناسبة موسم الحج لهذه السنة، الحجاج ب “التكيف مع الوضع والتخلي عن الكماليات في بعض الخدمات، كالإسكان أو النقل؛ نظرا للظروف الاستثنائية”، بسبب أشغال توسعة المطاف بالحرم المكي. كما دعا الحجاج إلى التنسيق مع بعثة الحج الجزائرية والامتثال لتعليمات أعضائها وكذا اللجوء إليها عند الحاجة. وأكد السيد غلام الله في الوقت ذاته، على استعداد أعضاء بعثة الحج الجزائرية للتكفل بكل احتياجات الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة؛ من رعاية صحية ومساعدة إدارية، كالاستقبال والإسكان والنقل، وفقا لبرنامج البعثة. في هذا الشأن، أشار الوزير إلى توفر وثيقة توجيهية سُميت ب “عقد بين الحاج وبعثة الحج الجزائرية”، تتضمن مختلف واجبات وحقوق الحجاج، إلى جانب دليل الحاج الذي يحتوي على مختلف المعلومات المتعلقة بمناسك الحج، كالإحرام والطواف والوقوف بعرفة. وأكد غلام الله على وجود لجنة وطنية لمتابعة وضعية الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة، تشمل ممثلين عن مختلف القطاعات، بما فيها قطاعا الصحة والنقل، كما تشرف هذه اللجنة على الوقوف على مدى توفر الشروط الضرورية لهؤلاء الحجاج أثناء أدائهم لمناسك الحج، مشيرا إلى أنه سيتم تحرير تقارير يومية في هذا المجال. وأشار في نفس الصدد، إلى أنه تم أيضا تجنيد أزيد من 85 مرشدا ومرشدة لمرافقة الحجاج بتوجيهات في المجالات الدينية والفقهية والاستماع إلى انشغالاتهم. للتذكير، فإن الجزائر تحصلت هذه السنة على حصة تتضمن 28.800 تأشيرة لموسم الحج، ويعود تراجع الحصة إلى الأشغال الجارية في الحرم المكي. وأكد المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة بربارة الشيخ، أن الدولة تدعّم بعض مصاريف الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة خلال موسم الحج لهذه السنة، لا سيما في مجال الإسكان والنقل بالبقاع المقدسة. وأوضح أن هذا الدعم يتمثل في إضافات مالية تكفلت بها الدولة، خاصة فيما يتعلق بمسألة “إيجار العمارات، وذلك عن طريق الديوان الوطني للحج والعمرة”، مشيرا إلى أن أسعار العمارات للحجاج تشهد ارتفاعا؛ نظرا لقلة العرض وكثرة الطلب بسبب أشغال التوسعة بالبقاع المقدسة. من جهة أخرى، ذكر أنه نظرا لهذه تم تقليص عدد الحجاج لموسم الحج لسنة 2013 بنسبة 20 بالمائة لمختلف الدول في العالم؛ حيث تَقلّص عدد الحجاج الجزائريين من 36.000 حاج كانوا مبرمجين لهذه السنة إلى 28.800 حاج. وبخصوص عدد الوكالات السياحية المشاركة في موسم الحج 2013، أكد بربارة أنها تقدَّر ب 43 وكالة، داعيا الحجاج الجزائريين الذين تتكفل بهم هذه الوكالات، إلى “إبرام عقد بينهم وبينها، يحدد حقوق وواجبات كل طرف”. وشدّد على ضرورة إعلام الحاج الجزائري بواقع بعض الصعوبات، التي يمكن أن تواجهه بالبقاع المقدسة خلال هذا الموسم في مجال الإسكان والنقل؛ نظرا لبعد العمارات عن الحرم المكي الشريف؛ حيث تبعد بعضها ب 400 متر، وأخرى ب 1.400 متر بسبب أشغال التوسعة. وعلى صعيد آخر، أضاف أن هناك تقييما جاريا من قبل لجنة المتابعة حول بعض التقارير الخاصة ببعض الوكالات، التي شاركت في موسم العمرة لهذه السنة، وأنه سيتم الإعلان عن نتائج هذا التقييم بعد موسم الحج 2013. وفي السياق قال إنه تم تسجيل “تحسن كبير” فيما يخص الخدمات التي تقدّمها بعض الوكالات السياحية، التي تشارك في موسم الحج أو العمرة مقارنة بالسنوات الماضية. للإشارة، فإن برنامج رحلات الحج يتضمن 36 رحلة ذهابا وإيابا، وستكون أول رحلة إلى البقاع المقدسة يوم 27 سبتمبر الحالي من مطار هواري بومدين اتجاه مطار المدينةالمنورة. وارتفعت تكلفة الحج هذا الموسم إلى 356 ألف دينار جزائري، منها 100 ألف للتذكرة فقط.