أكد رئيس مصلحة الآثار على مستوى مديرية الثقافة بولاية وهران، السيد ماسينيسا أورابح، أن عملية إحصاء وإعداد خارطة شاملة لمجمل المعالم الأثرية المتواجدة بولاية وهران، التي انطلقت بداية من السنة الجارية، تشرف على نهايتها تطبيقا للتعليمة الوزارية التي تلقتها المديرية بهذا الشأن. مست العملية حسب المصدر ما تم تصنيفه أو إدراجه في خانة التصنيف مستقبلا، حيث تم تقسيم جميع المعالم الأثرية إلى ثلاث مجموعات؛ الأولى خاصة بفترة ما قبل التاريخ وتشمل المغارات والكهوف على غرار المعلم الأثري «آبري آلان» ومغارة «المرأة المتوحشة»، وهي كلها مواقع مصنفة لا تزال بحاجة إلى تثمين يليق بسمعتها وإمكانياتها السياحية الكبيرة. فيما تشمل المجموعة الثانية المعالم الخاصة بالعهدين الروماني والعثماني، مثل الموقع الروماني المتواجد ببلدية «بطيوة»، وكذا مسجد الباشا والحمامات التركية التي يعود تاريخها للعهد العثماني، والواقعة ببلدية وهران، علما أن أغلب هذه المواقع لا تزال غير مصنفة وتحتاج إلى عمليات ترميم لحمايتها والحفاظ عليها من المؤثرات الطبيعية والأيادي البشرية، حيث تتعرض للتخريب والعبث بها. أما المجموعة الثالثة، فتتعلق بالمعالم الأثرية التي يعود تاريخها إلى العهد الإسباني، وتشمل؛ «الحصن الإسباني»، «المرسى الكبير»، «البرج الأحمر»، «برج حسان بني زهوة» و»برج العيون»، إضافة إلى حصن «سانتا كرزو» المصنف سنة 2007، ويعد من أهم المعالم الأثرية التي تعرف إقبالا واسعا للسياح وزوار مدينة وهران. وتضم المجموعة الرابعة معالم تعود للحقبة الاستعمارية الفرنسية، على غرار كنيسة «سانتاكروز»، كنيسة «سان لويس» و»الكاتدرائية» التي تحولت إلى مكتبة لبلدية وهران، وحديقة «ابن باديس» المعروفة باسم «برموناد دي لايتانج»، وقد استفاد البعض من هذه المعالم من عمليات ترميم للحفاظ عليها من عوامل الزمن بفضل مساهمة وجهود جمعيات تعنى بالتراث، من أبرزها؛ جمعية «صحة سيدي الهواري» وكذا جمعية «الأفق الجميل». وشملت الإحصاء معالم أثرية أخرى، على غرار»باب وهران» و»باب كانستال»، التي تعد من المعالم الأثرية التي تحتاج لعمليات جرد قصد التعريف بهذا التراث التاريخي الكبير الذي تزخر به ولاية وهران. وموازاة مع التعليمة الصادرة عن وزارة الثقافة، أشرفت مديرية الثقافة بوهران منذ بداية السنة الجارية، على سلسلة من المحاضرات للتعريف بقيمة هذا الكنز المادي الذي تزخر به عاصمة الغرب الجزائري، كما أصدرت مطويات تعريفية بها تقوم بتوزيعها على زوار الولاية الذين يقصدونها ضمن القوافل الثقافية لمختلف ولايات الوطن.