اختتمت أول أمس بدار الثقافة «مولود معمري» بتيزي وزو، التظاهرة المخصصة لتكريم وتخليد رحيل الفنان الشاعر والمنشط الإذاعي محمد بن حنافي، بمناسبة مرور سنة عن رحيل الملقب ب«رجل الكلمة والثقافة». التظاهرة التي دعت إليها مديرية الثقافة لتيزي وزو وجمعية «أصدقاء محمد بن حنافي» بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، بلدية بني يني والجمعية الثقافية «اذرار ناث قوضيعة»، تضمنت تنظيم معرض حول حياة ومسيرة هذا الشاعر الناطق باللغة الأمازيغية والمنشط الإذاعي، حيث تم عرض بأزقة دار الثقافة «مولود معمري»، أعماله والمقالات الصحفية التي تناولت مشواره الفني وحياته التي قضاها بين الإذاعة والشعر، متبوعا ببيع أقراص مضغوطة «سي دي» تتناول حياته بالتفصيل. وتم في اليوم الأول من افتتاح برنامج الذكرى، تنظيم زيارة إلى قبر الراحل الواقع بقرية سيدي عثمان بواسيف لوضع باقة من الزهور ترحما على روحه، مع قراءة فاتحة الكتاب، كما تم أيضا تنشيط محاضرة حول مسيرة وحياة محمد بن حنافي من طرف سعيد شماخ وبوعلام رابية. وفي نفس السياق، أحيت مجموعة من الوجوه الفنية حفلا بهذه المناسبة، من بينها: جعفر آيت منقلات، مجاهد حميد ومالك كزوي، إضافة إلى أصوات نسائية منها جيجي، ضريفة، شبحة وغيرهم من الفنانين، تخليدا لذكرى الراحل محمد بن حنافي الذي اسمه الحقيقي آيت طاهر محمد من مواليد 7 فبراير 1927، وصنع الفنان اسما فنيا لامعا ومعروفا، حيث يشهد له العديد من الفنانين القبائليين بنضاله من أجل نقل صرخة منطقة القبائل، علاوة على مساهمته في التعريف بالهوية واللغة الأمازيغية، إذ يعتبر من أكثر الشعراء الذين اعتمد عليه العديد من الفنانين في كتابة الأغاني، على غرار الفنانة مليكة دومران، جمال شير، إيدير، مجاهد حميد، أرزقي بوزيد، عماني، قاسي، مولود حبيب، طاوس، مالحة، ياسين باباسي، شابحة، وريدة، فلة، جيدة صغيرة، زاهية، شريف خدام، بن سليمان. واستهل الراحل مشواره المهني في الإذاعة الوطنية كمنشط حصص حول الأدب والشعر على وجه الخصوص، حيث لقب ب»رجل الكلمة والثقافة» لقدرته على تطويعه الكلمات خلال كتابة القصائد، وكذا اهتمامه الكبير بالثقافة والفن الأمازيغي. كما ألّف الفقيد مسرحيات إذاعية، إضافة لإنشائه عدة فرق صوتية خدمة للأغنية القبائلية، على غرار «اثولاس ليسي فاطمة نسومر»، بمعنى بنات ثانوية فاطمة نسومر، وكرّس محمد بن حنافي حياته لخدمة القناة الإذاعية الثانية، حيث كان من المنشطين الأوائل الذين التحقوا بها، ونشط الراحل: «حصة فناني الغد» التي شارك فيها فنانون من نجوم الأغنية القبائلية اليوم، مثل الفنان الراحل معطوب الوناس، مليكة دومران.. وغيرهم. وواصل الفنان مشواره إلى أن توفي عن عمر يناهز ال 85 سنة، إثر مرض ألزمه الفراش لسنوات، تاركا وراءه حوالي 60 قصيدة في ديوان يحمل عنوان «بن حنافي صوت الإذاعة الأمازيغية» الذي صدر سنة 2008 عن دار النشر «المعرفة» بتيزي وزو.