اختتمت أول أمس، الأيام المسرحية للجنوب بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، بحضور ال11فرقة مشاركة ووجوه فنية مسرحية معروفة، منها الفنان سيد أحمد بن عيسى وحبيب عبد الكريم والأستاذ رابية، وقد تم توزيع شهادات وباقات ورد على الفرق المشاركة . وقد دعا السيد عيسى ملفرعة المشرف على الأيام المسرحية للجنوب إلى ترسيمها مهرجانا يهتم بالمسرح في جنوبنا الكبير. من جانبه، دعا الفنان سيد أحمد بن عيسى الفرق المسرحية المشاركة والمهتمين بالمسرح في الجنوب إلى البحث عن التراث في الجنوب والاستلهام منه . كما تميز اليوم الاختتامي والأخير للأيام المسرحية للجنوب، بعرض مسرحيتين الأولى بقاعة الحاج عمر قدمتها جمعية ركح الواحات الثقافية ورقلة تحت عنوان “البيّنة “، وقد كتب نصها وأخرجها أحمد رحماني، وشارك في تجسيد شخوصها كل من المهدي عرباوي، نعيم العلمي، حملاوي أمير، بشير بلحاج، وليدبو فنيك، عبد الكريم بلعالم وعبد الباسط بو فنيك، وقد دارت أحداث المسرحية حول شخصية رجل يضيع جزء من ثقافته وأصالته في لحظة مجون، ليلتقي بعد ذلك مع قومه، فيطالبوه بالحجة والبرهان أنه منهم ومن أرضهم، وتكشف المسرحية في مشاهدها على التعلّق بالوطن والتضحية في سبيله، مرفوقة بأنغام القصبة وبعض المشاهد الموجودة في الصحراء مثل رعي الأغنام والسفر والرحيل على الجمال . أما العرض الثاني والذي جرى توقيته بعد الحفل الاختتامي، فهو من تقديم فرقة التعاونية الثقافية بسكرة فنون تحت عنوان “ دونكيطوش”، قام بكتابة النص وإخراجه أحميدة خيذر، وقام بتجسيد النص على الخشبة كل من رضا جودي، سماح بن شطو سعيد خليفي، ووضع موسيقى العرض عبد الوهاب بن قنور والديكور عبد الوهاب بيجو والأزياء زيبان . مسرحية دونكيطوش، مسرحية كوميدية ساخرة تنتقد الواقع عن طريق تعريته كالذي ينظر إلى مرآة ليضحك على صورته، من خلال الأعمال التي يقوم بها. الشخصية الرئيسية التي تدور حولها أحداث المسرحية هي شخصية بن خيرة، وهو رجل غني وبواسطة أمواله يصبح احدى الشخصيات الكبيرة، وذلك من خلال تجنيد مجموعة من الأعوان لحملته الدعائية في الانتخابات، وذلك من خلال شراء ذمم الناخبين بالدلاع وبالمال، وهذا بتدبير مساعده ومستشاره الداهية دونكيطوش، وتتصاعد أحداث المسرحية ليقترح دونكيطوش على بن خيرة إلى ترشيحه لمسؤولية كبيرة في الدولة بدل رئيس بلدية، مما يزيد بن خيرة في توزيع الأموال وإعطاء دونكيطوش ومساعدته المزيد من الأموال. وبطريقة ساخرة وتهكمية، تعري المسرحية الكثير من العيوب داخل المجتمع، كما تعري الانتهازيين الذين يثرون على حساب المجتمع بالوعود الكاذبة إبان حملاتهم الانتخابية التي تجري في إطار التقاليد، وكأنما المرشح هو في عرس صاخب تتخلله “التبريحات” والراشقات بالأموال، كما تكشف الفساد الذي يضرب في عمق هذه الطبقة التي ترشح نفسها لتمثل المجتمع وتحكمه، وهي طبقة ماجنة فاسدة تبذر المال العام الذي تجنيه بطرق غير مشروعة، وتظهر في الأخير مدى أمية هذه الشريحة وجهلها، وهذا ما يجعل المجتمع يتخبط في الكثير من المشاكل التي لا يستطيع الخلاص منها.