34 صورة فوتوغرافية تروي قصة علاقة النوبيين بمنطقة “إركي” الواقعة جنوب مصر، التقطها المصور والمخرج المصري وائل جزولي، تحمل في ألوانها المشرقة فخرا لانتمائه لحضارة أرض نوبا العريقة، وتعبر صور الأبيض والأسود عن حزن وهاجس يراوده وكل المصريين النوبيين للعودة إلى أرضهم المترامية على ضفاف النيل من أسوان إلى الحدود السودانية. يقول وائل جزولي إن معرضه مستمد من فيلمه “إركي” المشارك حديثا بالدورة السابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي الذي يتحدث عن الجيل الثالث من النوبيين الذين يريدون العودة إلى نوبا، أما القصة المصورة أو المعرض المنظم برواق عائشة حداد بالجزائر العاصمة، فهو يوضح الأماكن الأربعة حيث يتواجد النوبيون حاليا بعد بناء السد العالي. المعرض الذي افتتح يوم الأربعاء المنصرم ويستمر إلى غاية 12 أكتوبر الجاري، يبرز من خلاله وائل جزولي التقاطاته الفنية للأراضي النوبية المترامية من أسوان إلى الحدود السودانية على مسافة 300 كلم، وكان قرار بناء السد العالي، في بداية الستينات من القرن الماضي، سببا في إغراق القرى النوبية (48 قرية) بعمق 180 مترا، وذهب بعدها الناس إلى المناطق الصحراوية وتحديدا بالمنطقة المسماة كوممبو أو وادي الشيطان أو وادي الموت كما يسميها النوبيون. يؤكد جزولي أن النوبيين مرتبطون بوادي النيل ارتباطا وجدانيا، وما أنجر بعد بناء السد العالي يعتبر ضياعا ل7000 سنة من الوجود الحضاري لنوبا، ليتدارك بقوله أن منطقة غرب أسوان بها بعض القرى التي مازالت محافظة على العادات والتقاليد النوبية، وكذا بالنسبة للهندسة والعمران والقباب والألوان، وكذا اللغة. وقال المصور إن المعرض والفيلم يحملان مطالب وطموحات الجيل الثالث من النوبيين الذين يعتزون بكونهم مصريين لكنهم في الوقت نفسه يتمسكون بثقافتهم ولغتهم التي تشكل إسهاما إضافيا للبلد، منبها إلى أن الصور المعروضة لم تدخل في إنجاز الفيلم الذي قدمه دون استخدام الأرشيف لأنه يتحدث عن قضية راهنة. وحملت الصور المعروضة جانبا من حياة النوبيين من خلال طرق المعيشة واللباس، حيث قدم المصور عددا من البورتريهات للمرأة النوبية بالزى التقليدي وحليها المميزة والتي تسمى “كنداكا” والقصد منها الملكة النوبية. وعاد وائل جزولي بالصور إلى تاريخ بناء السد العالي وتهجير السكان من حوله وكذا غرق عدد من القرى كما سلط الضوء على معالم تاريخية مثل “معبد أبوسنبل” الذي أنقذ بمساعدة اليونسكو، حيث تم رفعه 60 مترا عن سطح المياه، إلى جانب صور أخرى عن مكان تواجد النوبيين قبل بناء السد وصور لحياة هؤلاء بعد تهجيرهم. ووائل جزولي من مواليد 1990 بالقاهرة، يعمل حاليا كرئيس قسم التصوير الفوتوغرافي والفيديو بمركز “حقوق” الاختباري، ويعمل في عدة وكالات إخبارية دولية.