ظاهرة غريبة تجتاح هذه الأيام سد بوقارة بولاية تيسمسيلت، بعد نفوق اطنان من الاسماك على شواطئه، وهو ما فسره بعض المختصين والعارفين بالكارثة الإيكولوجية الحقيقية، مما اثار قلق ومخاوف السكان من ان تمتد عواقبه الى ما لا يحمد عقباه، البعض يرجعون اسباب الظاهرة تؤدي إلى النقص الفادح في كمية الاكسجين نظرا للتراجع الكبير في منسوب مياه السد، فيما يعتقد البعض الآخر ان مثل هذه النتائج من تحصيل حاصل بسبب الدرجة الكبيرة للتلوث التي بلغها السد، بعد ان تحول الى مصب لجميع قنوات الصرف بما فيها تلك القادمة من مصنع النسيج (كوفارتكس) والذي باتت مخاطره تهدد الصحة العمومية في ولاية تيسمسيلت، حيث تؤكد الكثير من مصادرنا الطبية ان نسبة المصابين بأمراض الجهاز التنفسي خاصة مرضى الربو تعرف تصاعدا رهيبا، رغم امكانية تجنب مثل هذه المخاطر بقليل من الاجراءات الوقائية فقط... ظاهرة نفوق اسماك سد بوقارة هذه ليست هي المرة الأولى، فقد سبقتها ظاهرة مماثلة منذ حوالي سنة تقريبا وبنفس الحجم الحالي مادام البعض يقدر حجم الخسائر هذه المرة بأكثر من 500 قنطار، شملت انواعا نادرة من الاسماك مثل (الكراب) ذي الجودة الغذائية العالية وايضا الشبوط او ما يسمى (الباربوري) و(الدوري) وغيرها من الانواع التي كان يتعذر حتى على أمهر الصيادين الوصول إليها رغم اعتمادهم تقنيات عالية، كما حدث في شهر فيفري الفارط سنة 2007 مع بعض الأجانب، الذين تزامنت الكارثتان مع وصولهما لمياه السد ممارسة الصيد، فحسب بعض أعوان الامن هناك، فإن الأولى التي حدثت في السنة المذكورة جاءت بعد أقل من أسبوع من وصول هؤلاء الأجانب الى الشاطئ لصيد بعض الاسماك، ليتكرر نفس السيناريو مع الكارثة الثانية، حيث لم تمر إلا 48 ساعة على وصولهم ليبدأ السد في الإلقاء بأسماكه على الشاطئ، وهو ما يثير التعجب من هذه المصادفة الجديرة بالبحث والدراسة، مع العلم أن سد بوقارة هذا ظل ومنذ انجازه سنة 1989 عرضة للإهمال وعدم الاستغلال، ولم تمض الا سنتان على انجاز شبكة لسقي الاراضي المحيطة به على مسافة 14 كم وذلك بغلاف مالي فاق 60 مليار سنتيم.. لكن هذا المشروع الضخم لم يحقق النتائج المرجوة من ورائه، بعد تجربة قاسية على المستثمرين القادمين من ولايات اخرى انفقوا الكثير من الاموال في عديد البرامج المرتبطة بهذا السد، لكن مفاجأتهم كانت كبيرة عندما ادركوا انه لا طائل من وراء استثماراتهم بسبب ملوحة المياه، وهو ما يتطلب من المسؤولين الحاليين التفكير في إنقاذ الموقف باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ هذا المجمع المائي الذي كانت سعته تزيد عن 13 مليون لتر قبل ان تتقلص الى ما دون مليوني لتر ممزوجة بالأوحال والاتربة، خاصة وان ولاية تيسمسيلت بأمس الحاجة إلى المياه لاستغلالها في المجال الفلاحي.