دقت المصالح المختصة في تربية المائيات وكذا القائمون على قطاع المياه والري بولاية سطيف، ناقوس الخطر جراء نفوق كميات من الأسماك بسد موصنيات ببلدية عين الآرنات تخوفا من كارثة بيئية تلوح في الأفق وقد شهد السد خلال اليومين الأخيرين موت جماعي لأسماك الشبوط، حيث قدرتها مصادرنا بأزيد من 1000 سمكة من نوعين رئيسين هما الشبوط ذو الفم الكبير والشبوط الفضي ويعتبر هذا الحاجز المائي من أهم الحواجز بولاية سطيف وذلك نظرا لقدرة استعابه التي تفوق 400ألف متر مكعب وانتاجه لآلاف الأطنان من الأسماك سنويا خاصة سمك الشبوط، حيث شهد مؤخرا زيارة لوزير الصيد البحري، نظرا لأهميته وقدرة إنتاجه العالية للأسماك بالمناطق الداخلية للوطن، وما حدث نهاية الأسبوع الماضي فاجأ كل سكان المنطقة، حيث استفاقوا على حادثة موت جماعي لأسماك الشبوط على طول الخط الفاصل بين الماء واليابس حيث تم إحصاء أزيد من 1000 سمكة مرمية على الشاطئ تنبعث منها روائح كريهة، ليتم إبلاغ السلطات المعنية والتي تدخلت على الفور لمعاينة الوضع· وحسب طبيب بيطري تابع لمصالح الصيد البحري فإنه رجح هذا الموت المفاجئ للأسماك إلى نقص الأوكسجين والذي عادة ما يحدث عند تقلص كميات مياه الحاجز، كما حدث العام الماضي لكن بعد المعاينة تراجع الطبيب ذاته عن فرضيته هذه لأن الحاجز كان ممتلئا، لتبقى فرضية التسمم هي المرجحة إلى غاية ما ستسفر عنه التحاليل الطبية للعينات التي تم إيفادها إلى مخابر وزارة الصحة بالعاصمة· تجدر الإشارة إلى أن هذا الحاجز المائي يعتبر شريان حياة أهل المنطقة، حيث يسمح بري أزيد من 30 هكتارا من الأراضي الزراعية المحاذية له، فضلا عن إنتاج الأسماك وغيرها من النشاطات المرتبطة بهذا الحاجز، وحسب أحد سكان المنطقة فإن الأمور كانت عادية إلى غاية سقوط الأمطار الأخيرة بغزارة، حيث تسببت في العديد من الفيضانات بالوديان التي تصب بهذا الحاجز المائي، والتي يروج أنها السبب في تسمم الأسماك، فيما تشير بعض الفرضيات إلى كميات المياه الملوثة من الفضلات البشرية التي تصب مباشرة في مجرى مياه الوادي الممون للحاجز والتي جرفتها سيول الأمطار الأخيرة التي تهاطلت بقوة على المنطقة خلال الأيام الماضية، ما تسبب في موت جماعي لحيتان الحاجز، وبين هذا وذاك، فإن السبب الحقيقي وراء موت الأسماك سيحدد بعد ظهور نتائج التحاليل المخبرية التي ستكشف نوع المادة التي كانت وراء هذه المجزرة·