لم يعد يخفى على أي أحد في بلوزداد، أن وضعية الفريق المحلي تسير من السيئ إلى الأسوأ، وهي الآن تثير مخاوف الوسط الرياضي للنادي بخصوص مستقبله في منافسة الرابطة الأولى. ولا شك أن التعادل الأخير الذي فُرض على تشكيلة العقيبة بعقر دارها من طرف مولودية العلمة في الجولة الحادية عشرة، هو الذي دفع بالأنصار إلى دق ناقوس الخطر؛ لأن زملاء القائد عمور كانوا خلال تلك المباراة خارج الإطار؛ من خلال تقديم مردود ضعيف، حتى إن لا أحد من الأنصار كان سيتفاجأ لو انهزم الفريق أمام منافس كان بوسعه العودة إلى دياره بالنقاط الثلاث لو عرف لاعبوه كيف يستغلون فرص التهديف الكثيرة التي أتيحت لهم في الشوط الثاني. وقد خلق هذا الوضع توترا كبيرا حول النادي، وأصبح الأنصار لا سيما المتشددين منهم، يتساءلون عما إذا سيكون بوسع المدرب ميغال قاموندي تحسين وضعية الفريق في البطولة بعدما قام المسيّرون بتجديد الثقة في التقني الأرجنتيني، الذي يثير بقاؤه في العارضة الفنية جدلا كبيرا بسبب النتائج الضعيفة التي سجلتها التشكيلة البلوزدادية منذ أن استلم عارضتها الفنية، حيث يعاب عليه ضعف الخطط التكتيكية التي انتهجها في المبارتين الأخيرتين ضد شباب قسنطينة ومولودية العلمة؛ إذ لم يتوصل اللاعبون إلى تطبيق تعليمات مدربهم بسبب تداخل أدوارهم فوق أرضية الميدان، فضلا عن الضعف الكبير الذي ظهر عليهم في الجانب البدني؛ إذ أصبح يعاب على قاموندي قلة حرصه على دفع اللاعبين للاجتهاد بدنيّا خلال التدريبات، وعدم تحكّمه في الجانب الانضباطي بعدما عمد كثير من عناصر الفريق إلى اختيار اللعب الفردي، وأثر ذلك سلبا على اللعب الجماعي للفريق، حتى إن قاموندي نفسه قال إنه لم يفهم ما يحدث لفريقه لكن دون أن يحمّل لاعبيه مسؤولية ضعف مردود التشكيلة أو التحجج بغياب بعض كوادر الفريق في مباراة العلمة، مثل مكوت وخودي ودهار وبوقجان، حيث يشعر حاليا بضغط كبير، أدى به إلى قول إنه مستعد للرحيل إذا ظن الجميع أنه المسؤول الأول عما يحدث لشباب بلوزداد في البطولة. الرئيس لم يمنح بطاقة بيضاء للتقني الأرجنتيني وإلى حد الآن، يحظى قاموندي بثقة الرئيس رضا مالك، لكن هذا الأخير حث مدربه على ضرورة تحسين مردود الفريق وترتيبه في البطولة في أسرع وقت، حيث إن الرجل الأول في نادي بلوزداد لا يريد أن يمنح بطاقة بيضاء للتقني الأرجنتيني، ويصر على ضرورة تدعيم القاطرة الأمامية التي تُعد أضعف حلقة في الفريق. وقد كشف عن اتصاله بالمهاجم السابق لشباب قسنطينة دحمان، ودخوله في مفاوضات جادة مع مسيّري اتحاد الجزائر من أجل استرجاع المهاجم بن علجية، الذي لازال يحظى بسمعة طيبة لدى الجميع في بلوزداد، بعدما قضى موسمين ممتازين مع الفريق. ولا شك أنه ليس أمام المدرب قاموندي وقت طويل لتغيير وجه شباب بلوزداد للأحسن، فهو يدرك أكثر من أي أحد أن مستقبله مع النادي سيتحدد في المباراة القادمة التي ستجمع فريقه في الجولة القادمة باتحاد الجزائر، حيث يتعين عليه تفادي الخسارة إذا ما أراد الحفاظ على ثقة إدارة النادي والأنصار معا.