دعا الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية السيد فوضيل فروخي، خبراء الدول الأعضاء بالمركز الدولي للدراسات الزراعية العليا المتوسطية ”سيام”، إلى عرض ومناقشة مختلف المشاكل التي تحول دون ضمان توفير الأمن الغذائي عبر الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن تقلّص الأراضي الزراعية وقلة اليد العاملة المؤهلة والمتغيرات المناخية، أصبحت عائقا أمام تطوير النشاط الفلاحي، وذلك بهدف الخروج بحلول مشتركة يتم اعتمادها خلال الاجتماع ال 10 لوزراء الزراعة للدول الأعضاء، المزمع عقده شهر فيفري المقبل بالجزائر، والذي اختير له شعار ”الأمن الغذائي المستدام في بلدان البحر الأبيض المتوسط”. وأشار السيد فوضيل فروخي خلال افتتاح أشغال اجتماع الخبراء الزراعيين للدول الأعضاء ل ”السيام”، إلى أنه ”حان الوقت للاتفاق معا حول ضمان مستقبلنا؛ بالنظر إلى المتغيرات الجديدة التي طرأت على الزراعة بسبب قلة الإنتاج المرتبط بسبب الظروف المناخية، وحالة الجفاف التي مست العديد من الدول المطلة على البحر المتوسط”، وهو ما يتطلب، يقول فروخي، اقتراح مجموعة من الإجراءات للنهوض بالقطاع الزراعي، خاصة بعد أن اختارت منظمة الأممالمتحدة شعار ”السنة العالمية للفلاحة العائلية” بالنسبة لسنة 2014، وعليه وجب اليوم التفكير في كيفية إعادة إنعاش النشاط الزراعي وكل ما يرافقه من حرف صغيرة في الوسط الريفي. ولربح معركة الأمن الغذائي، يقول الأمين العام، وجب إعادة النظر في مجال تسيير الثروات الطبيعية والبشرية، مع تبادل الخبرات والتجارب ما بين الدول في مثل هذه اللقاءات، وهو ما يسمح بالخروج بتوصيات من شأنها مساعدة الدول على التحكم في مختلف التقنيات الحديثة للتأقلم مع المتغيرات المناخية؛ من منطلق أنه لا يمكن تغييرها، مع إيجاد صيغة تسمح باسترجاع الأراضي الفلاحية الضائعة والرفع من خصوبة التربة لمضاعفة المردود الزراعي في الهكتار، بالإضافة إلى اعتماد أنجع التقنيات الحديثة في مجال السقي التكميلي لحل إشكالية الجفاف. من جهته، تطرق الأمين العام للمركز الدولي للدراسات الزراعية العليا المتوسطية السيد كاسيمو لاسياريغولا، لانتشار أنواع جديدة من الأمراض المتنقلة عبر المواد الزراعية المستوردة من الخارج، وهي الظاهرة التي اتسعت بشكل ملفت للانتباه بإيطاليا، ويتم اليوم، عبر المركز، دراستها وتحديد كيفيات القضاء عليها، والتأكد من سلامة المنتجات الزراعية العابرة للدول، وعليه يقول السيد كاسيمو إن مثل هذه اللقاءات فرصة لتبادل الخبرات والتعرف على تجارب كل دولة، مع التفكير سويا في كيفية العودة إلى الأصل في مجال إنتاج الخضر والفواكه والزيوت النباتية، وهو الهدف الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إعادة إنعاش الوسط الريفي بكل ما يحمله من نشاطات زراعية وحرفية صغيرة، تدخل في إطار تثمين المنتجات الفلاحية. كما صرح أمين عام ”سيام” بأن الخبراء عازمون اليوم على وضع العلم والمعرفة في يد أصحاب القرار، لإيجاد حلول كفيلة بالرد على طلبات السكان في مجال الأمن الغذائي، وذلك من خلال البحوث والدراسات التي تتم عبر أربعة معاهد تابعة للمركز، والمؤطَّرة من طرف 3 آلاف خبير.