تعكف حاليا الفرقة المسرحية الثقافية الأمل بوهران، على التحضير لعملين مسرحيين جديدين من تأليف وإخراج رئيس الجمعية محمد ميهوبي، وسيُعرضان قريبا على خشبة المسرح الجهوي عبد القادر علولة. العمل المسرحي الأول من النوع التاريخي يحمل عنوان "محي الدين"، ويتناول مراحل حكم ونضال الأمير عبد القادر، الذي يُعد مؤسس للدولة الجزائرية المعاصرة، والتي نُقّحت بمشاهد عديدة من نسج خيال المؤلف بمعطيات تاريخية؛ في محاولة منه لتسليط الضوء على جوانب عديدة من هذه الشخصية التاريخية الفذة. أما العمل المسرحي الثاني فهو من نوع المونولوج، يحمل عنوان" السياسي" أو "البوليتيسيان"، وهو مستنبط من فكرة جديدة بعالم المسرح بالجزائر، وتتعلق "بمسرح المحاضرات"، والتي تعتمد، حسب الممثل محمد ميهوبي، على تحويل محاضرات ذات طابع علمي وأكاديمي، إلى عروض مسرحية تؤدَّى فوق الخشبة. ويتناول هذا العمل الفني من إخراج وتأليف وتمثيل الفنان محمد ميهوبي، قصة عالم دخل الساحة السياسية، يقدم محاضرة أمام السكان، ويعطي تحليلا سياسيا لأزمة الحرب العالمية الثانية وأحداثها وتداعياتها وكذا التطورات السياسية الراهنة. وقد أوضح محمد ميهوبي أن العمل المركّب من محاضرة أكاديمية، تعتمد على مصادر تاريخية حقيقية ومعلومات صحيحة، كما تعتمد على عدة تقنيات؛ مما يُعرف بالمسرح التكنولوجي أو العلمي، مع التركيز على الإعلام الآلي والفيديو، حيث حاول من خلال هذه المسرحية التي تحمل طابعا جديدا وتتطلب جهدا كبيرا في التمارين، جعْل من محاضرة ذات طابع تعليمي يلقيها شخص واحد وهو جالس على كرسي، مشاهد مسرحية تنبض بالحركة والنشاط، ليكون التجاوب أكثر من قبل الجمهور. وفي حالة ما إذا استقطبت هذه الفكرة جمهور الفن الرابع، فستستمر الجمعية في تحويل محاضرات أخرى تتناول عدة مواضيع إلى عروض مسرحية؛ لتمكين مختلف شرائح المجتمع من الاستفادة من المعلومات التي تقدمها المحاضرة، التي هي في البداية موجهة للطبقة المثقفة.