دعا السيد عمار غول رئيس حزب تجمّع أمل الجزائر (تاج)، إلى تقوية المصالحة الوطنية لمواجهة التهديدات التي تواجه الجزائر كغيرها من دول المنطقة، ملحّا على ضرورة مواجهة هذه التحديات للحفاظ على استقرار البلاد وأمنها؛ لأن الشعب الجزائري لا يريد أن يعيش معاناة الدول التي تعيش ما يسمى ب "الربيع العربي" أو أن يكرر مجددا جحيم العشرية السوداء. وأكد السيد غول في ندوة صحفية عقدها أمس على هامش الندوة الوطنية النسوية بفندق الهلتون بالجزائر، أن حزبه حاليا غير منشغل بالانتخابات الرئاسية ل 2014 قائلا: "همّنا الوحيد حاليا ليس الانتخابات وإنما الحفاظ على السلم والاستقرار والاندماج في الجزائر". وفي هذا السياق، حذّر رئيس "تاج" مما وصفه بالمؤامرات والتهديدات التي تحدّق بالجزائر، البلد الوحيد الذي يعيش في وضع أمني واستقرار في المنطقة، بفضل سياسة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، المتمثلة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية يضيف المتحدث الذي دعا للحفاظ على هذه المكاسب للإبقاء على أمن البلاد. كما وجّه السيد غول رسالة للشعب الجزائري لتوحيد صفوفه؛ قصد قطع الطريق أمام هذه المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر، التي يراد لها أن تتحول إلى بلد مروّج للمخدرات ولتجارة الأسلحة في المنطقة، مضيفا أن "الأمن والاستقرار خط أحمر بالنسبة للحزب، وعلينا حماية المكاسب الاجتماعية والاقتصادية بعد أن طوى الشعب الجزائري صفحة التسعينات المؤلمة، فلا يمكن له العودة مرة أخرى ليعيش ما يعاني منه حاليا إخواننا في بعض الدول العربية، كمصر وسوريا وغيرهما". وفي رده على سؤال حول مراجعة الدستور، أجاب السيد غول بأن مراجعة الدستور ما هي إلا تفصيل؛ لأن المهم بالنسبة للجميع هو مضمون هذا الدستور، الذي يجب أن يتدارك النقائص ويكون في مستوى تطلعات الشعب. ويأمل السيد غول في أن يساهم الدستور الجديد في تكريس مبدأ الفصل بين السلطات، ويحافظ على المكاسب التي حققتها الجزائر في مجال الحقوق والحريات وغيرها من المكاسب، التي تجسّد دولة القانون، كما يطمح إليه الشعب. أما فيما يخص موعد إصدار هذه الوثيقة السيادية، فأضاف المتحدث بأن المهم ليس إصدار الدستور الجديد قبل الرئاسيات أو بعده، بل المهم هو المكاسب التي سيأتي بها. أما فيما يخص مرشح حزب "تاج" لرئاسيات 2014، فجدّد المسؤول التذكير بموقف حزبه، الذي سيزكي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إذا ترشح لعهدة رئاسية رابعة. وتفادى رئيس "تاج" الحديث عن إمكانية تقدمه لهذا الموعد من عدمه في حال عدم ترشح رئيس الجمهورية لعهدة رابعة، حيث قال إن هياكل الحزب هي التي ستفصل في هذا الموضوع في موعده، موضحا أن حزبه سيلعب دورا مهمّا في الرئاسيات القادمة، التي يجب أن تكون عيدا وطنيا وليس فرصة لزعزعة استقرار الوطن وكبح مخطط التنمية، التي تؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على البلاد. واستغل السيد غول هذه الفرصة لتوجيه نداء للشخصيات التي ستترشح لهذا الموعد، لتكون في مستوى القاضي الأول للبلاد، وتتفادى الدخول في حملة مبنية على الشتم والقذف والتدخل في الحياة الشخصية للناس، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية يجب أن تكون حملتها مبنية على منافسة قوية من ناحية الأفكار والبرامج.