على هامش إحياء اليوم العالمي للتطوع المصادف ل5 ديسمبر من كل سنة، تحدثت “المساء” إلى شباب متشبع بروح التضامن مع الغير، حيث أكدوا على أهمية هذا اليوم على المستوى المحلي، الوطني والدولي لما له من خاصية التشجيع على العمل التطوعي والمتطوعين. يعتبر العمل التطوعي نافذة هامة أمام الشباب قصد المساهمة في بناء مجتمعه، حيث أكد شباب متطوع شارك في فعاليات إحياء اليوم العالمي للتطوع الذي بادرت جمعية “التويزة” بتنظيمه مؤخرا، أن كل الأنشطة التطوعية تهدف إلى بناء المجتمع بسواعد شبابه، منهم الشاب سقيان بوجمعي المتخرج حديثا من الجامعة، الذي يرى أن للمتطوعين دورا هاما في تحقيق التنمية لمجتمعهم، إذ يسعى سفيان وأقرانه إلى تغيير بعض الصفات التي تم إلصاقها بالشباب الجزائري والقاضية بكونه “مدمنا على آفات اجتماعية” أو “رواد مقاه”، يقول؛ “نسمع كثيرا أقوالا تنعتنا كشباب “بالضايعيين” أو هواة سمر ولهو، لنبرهن أننا فاعلون في مجتمعنا عن طريق عدة أنشطة نقوم بها قصد مدّ يد المساعدة والعون للغير، لذلك ارتأينا كمجموعة من الشباب من الجنسين تأطير مساهماتنا هذه تحت مسمى مجموعة “الشباب المسلم”، كما نقوم بعدة نشاطات وخرجات لمساعدة المحتاجين، وبالمثل يقول زميله لونيس مزاحم، طالب جامعي؛ لا تحتاج المساعدات الإنسانية إلى هيئة معينة لتأطيرها، “إنما كل خرجاتنا تلقائية، ما إن نسمع بجهة معينة أو أفراد هنا وهناك في حاجة إلى مساعدة إلا ونقوم بجمع المساعدات بيننا كشباب ومباشرة نهرع إلى إتمام عملنا”. ويقول الشابان بأن مجموعة “شباب مسلم” للعاصمة أنشئت قبيل 5 أشهر، تضم في صفوفها عشرات الشباب والمئات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذي بات من جهته منفذا لإسماع صوت الشباب وسعيهم إلى خدمة مجتمعهم. من هؤلاء، رئيس جمعية “المنظر الجميل” لولاية البليدة، السيد سعيد عالية الذي أكد من جهته أن “الفايسبوك” سمح له بنسج العديد من أشكال العمل التطوعي من خلال رسائل يقوم بتحسيس الجمهور العريض من خلالها بأهمية هذا العمل الإنساني، أو تلقي التشجيع أو حتى المقترحات والمساهمات لإنجاح مشاريع التطوع. ويعتبر المتحدث أن العمل التطوعي ثقافة أصيلة في مجتمعنا، بل جزء أساسي في موروثنا التاريخي، وأضاف أن فكرة العمل التطوعي لا تحتاج إلى فلسلفة معينة، يكفي سؤال الشباب إن كان راغبا في تقديم يد العون لاحتوته، فتكون الإجابة مذهلة. ويشير المتحدث إلى أن العمل التطوعي الذي ولجه قبل سنتين مع تأسيسه للجمعية المهتمة بالمحافظة على البيئة، يسمح بتأسيس ثقافة تربوية في الأوساط الشبابية على أكثر من صعيد، لأن “العمل التطوعي ليس مجرد شعار أو عنوان يتم الحديث عنه أو إضافته هنا أو هناك في برامج وأهداف بعض الجمعيات والمؤسسات، إنما يعد ممارسة وسلوكا تربويا نستهدف من خلاله التلاميذ والشباب بالدرجة الأولى بغية تحقيق مكاسب تهم المجتمع ككل وليس جهات معينة”. كما اعتبر كريم بلعيدة وصونية لكحل، طالبان جامعيان متطوعان في جمعية “التويزة”، أن العمل التطوعي من أنبل الأعمال، لأن المتطوع لا يعمل من أجل نفسه، إنما من أجل الناس، ولأن العمل الخيري يعود بالفائدة على المتطوع نفسه، حيث يشعره بلذة تقديم المساعدة للغير ويشعره بأن الحياة ذات قيمة إنسانية أكبر.