وصف وزير الشؤون الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، العلاقات الجزائرية-الفرنسية بالجيدة، وأشار إلى أن هذه العلاقات تتعزز من فترة إلى أخرى بفعل الحركية الكبيرة التي أرستها الشراكة الاستثنائية التي أسس لها الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند، مقدرا بأن زيارة الوزير الأول الفرنسي، جان مارك أيرولت، المرتقبة غدا إلى الجزائر ستسمح للبلدين بوضع تقييم مرحلي لما تم تحقيقه في مجال التعاون الثنائي خلال سنة 2013، مع تشخيص العراقيل والنقائص وضبط آفاق هذه الشراكة والأهداف الواجب تحقيقيها في 2014. وإذ ذكر السيد لعمامرة في حديث لمجلة ”جون افريك” نشر أول أمس، بأن زيارة الوزير الأول الفرنسي تأتي بعد سنة كاملة، من الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في ديسمبر 2012 إلى الجزائر، والتي اتفق خلالها رئيسا البلدين على إقامة شراكة استثنائية، وفتحا ورشة كبيرة للتعاون مدعومة بإرادة قوية مشتركة، أكد بأنه ونتيجة لهذا الالتزام المشترك، سجلت سنة 2013 حركية غير مسبوقة في مجال التعاون بين الجزائروفرنسا، شملت على الخصوص تبادل الزيارات بين وفود البلدين وتقوية التشاور السياسي. وأشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن البلدين لم يغفلا أي مجال للتعاون في إطار هذه الشراكة الاستثنائية، حيث تم تناول كافة الملفات التي كانت عالقة، وتم تسجيل تقدم ملحوظ في العديد من المجالات، مذكرا في سياق متصل بأن الوزيرين الأولين عبد المالك سلال وجان مارك أيرولت سيشرفان بمناسبة الأخير إلى بلادنا على رئاسة اللجنة رفيعة المستوى للتعاون الثنائي من أجل وضع تقييم لما بلغه هذا التعاون خلال العام الجاري، وضبط النقائص والعراقيل التي تتطلب مزيدا من الجهد لرفعها، فضلا عن تحديد آفاق الشراكة الاستثنائية وضبط الأهداف المرجوة لسنة 2014.ورسم السيد لعمامرة مخططا تلخيصيا دقيقا لمسار الشراكة الاستثنائية بين الجزائروفرنسا، حيث قال بأن ”البلدين أطلقا هذه الشراكة في ديسمبر 2012، وفي ديسمبر 2013 سيضعان لها تقييما مرحليا” يمكن وصفه بالإيجابي في عمومه ويحمل آفاقا واعدة، بينما سنشهد في ديسمبر 2014 إنتاج أول سيارة من علامة ”رونو” الفرنسية بمصنع جزائري”. وفي حين جدد التأكيد بأن العلاقات بين الجزائروفرنسا تتميز بالحيوية وتدعمها إرادة سياسية قوية يجسدها الرئيسان بوتفليقة وهولاند، هوّن السيد لعمامرة من تأثير تراجع فرنسا في مجال التبادلات التجارية مع الجزائر لحساب الصين وكذا مغادرة بعض الشركات الفرنسية على غرار ”ميشلان” للجزائر على العلاقات بين البلدين، ورفض اعتبار ذلك مؤشرا على تراجع مستوى هذه العلاقات، مشيرا في المقابل إلى أن انتزاع الصين من فرنسا ريادة الدول الممونة للجزائر خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الجارية، يعتبر مؤشرا يؤكد حركية الاقتصاد الجزائري وقدرته على استقطاب الشركاء، فيما قدر بأن عدد الشركات الفرنسية التي تدخل السوق الجزائرية أكبر من تلك التي تغادرها لسبب أو لآخر. كما شدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على أن الشراكة الاستثنائية بين الجزائروفرنسا لا يمكن أن تختزل في البعد التجاري فقط، مؤكدا بأن هذه الشراكة تتوخى وضع علاقات مهيكلة، يسجل فيها الشريك الفرنسي دوره في مسعى بناء وتكييف القاعدة الصناعية للجزائر، فضلا عن دعم التعاون الفلاحي والتقني والعلمي والثقافي. وإذ نوه بتخصيص الوزير الفرنسي للتربية والتعليم، فانسون بييون لزيارته الرسمية الوحيدة خارج بلاده للجزائر، عبر السيد لعمامرة عن تفاؤله لما يمكن أن تقدمه المساهمة الفرنسية في مساعي إصلاح نظام التعليم في الجزائر، مشيرا إلى أن هذه المساعي تؤكد بأن العلاقات بين البلدين تتعزز وتفتح آفاقا جديدة. وبخصوص إمكانية شراء الجزائر للمؤسسات الفرنسية التي تعاني من ضائقة مالية، في إطار الخطة الفرنسية لإعادة رسم مخططها الصناعي، خلص السيد لعمامرة إلى التأكيد بأن الشراكة الاستثنائية التي أرساها الرئيسان بوتفليقة وهولاند تفتح كل المجال والآفاق لتجسيد جميع الطموحات وكل الأشكال المبتكرة من التعاون. للإشارة، فإن رئيس الوزراء الفرنسي، جون مارك آيرولت، المنتظر غدا بالجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين سيكون حسب مصادر فرنسية، مرفوقا بوفد هام يضم 9 وزراء منهم وزير الداخلية مانويل فالس، وزير الإصلاح الاقتصادي أرنو مونتبور ووزير التربية فانسون بييون، فضلا عن مسؤولي 80 مؤسسة فرنسية رائدة. وستكون هذه الزيارة التي تندرج في إطار تعميق الحوار الثنائي فرصة للتواصل بين المؤسسات الجزائرية والفرنسية، حيث سيشرف الوزيران الأولان سلال وأيرولت على افتتاح منتدى اقتصادي يشارك فيه نحو 400 رجل أعمال من البلدين، فيما يرتقب بالمناسبة أن يصل عدد الاتفاقيات المقرر التوقيع عليها خلال الزيارة إلى ما لا يقل عن 15 اتفاقية للتعاون الاقتصادي، منها 12 اتفاقية سيتم التوقيع عليها خلال اللقاءات التي ستجمع منتدى رؤساء المؤسسات بنظيرتها الفرنسية ”ميديف” على هامش الزيارة، حسبما كشف عنه رئيس المنتدى رضا حمياني، الذي أشار إلى أن غالبية هذه الاتفاقات تشمل مجالات تكنولوجيات الإعلام والصناعات الغذائية. ويتنقل الوزير الأول الفرنسي في اليوم الثاني من زيارته إلى مدينة وهران، لمعاينة عدد من المشاريع المقامة بالشراكة بين البلدين، ومنها ترامواي وهران ومصنعا ”رونو” و«لافارج”، فضلا عن مشاريع الشراكة الموجهة لفائدة الشباب، لاسيما في مجالي التعليم العالي والتكوين المهني، حيث سيزور المسؤول الفرنسي المدرسة متعددة التقنيات بوهران.