وصفت الرئاسة الفرنسية الانتقادات الموجهة للرئيس فرانسوا هولاند في الجزائر وفرنسا، بعد "المزحة" التي أطلقها بخصوص الوضع الأمني في الجزائر ب«الجدل الذي لا أساس له"، مشيرة إلى أن هولاند سيتحادث مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وفي بيان صادر عن قصر الاليزي، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، جاء أن "الرئيس الفرنسي يعبر عن خالص أسفه للطريقة التي فسرت بها تصريحاته". وكان أحد مقربي الرئيس الفرنسي قد وصف ماجاء على لسانه ب«المزحة الخفيفة"، في وقت انتقدت المعارضة الفرنسية بشدة هذه التصريحات، إذ قال اليسار الراديكالي أنه يشعر ب«الغثيان"، فيما وصفها اليمين ب«الزلة اللفظية". للتذكير، فإن أول رد فعلي رسمي جزائري على تصريحات هولاند جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، أول أمس، خلال الندوة الصحفية التي عقدها مع نظيره الصيني.وقال لعمامرة إن هذه التصريحات تعتبر "تقليلا" من قيمة الروح التي تميز العلاقات الجزائرية-الفرنسية. وعبر عن اقتناعه بأن "روح الدعابة" يمكنها أن تجلب "قيمة مضافة" إذا تم التعبير عنها بلباقة واحترام ومسؤولية، ويمكنها أن تولد التقليل من القيمة عندما لاتكون عاكسة للواقع. وهو ما ينطبق على "الدعابة" التي أطلقها الرئيس هولاند -حسب لعمامرة- الذي ذكر بالاستقبال الحار الذي حظي به الرئيس الفرنسي خلال زيارته للجزائر في نهاية 2012، وكذا الوفود الفرنسية المتعددة وآخرها الوفد الذي قاده الوزير الأول. وعبر عن أمله في أن يتم طي صفحة هذه الحادثة المؤسفة –كما وصفها- قبل نهاية السنة الجارية حتى لاتمس بالعلاقات الجيدة التي تجمع البلدين. وكان الرئيس الفرنسي قد قال مازحا في لقاء مع المجلس التمثيلي للهيئات اليهودية بفرنسا أن وزير الداخلية، مانويل فالس، "عاد سالما معافى من الجزائر، وهذا أمر كبير في حد ذاته". وهو ما أثار موجة استياء وغضب شعبي كبير في الجزائر.