يتطلب تكوين المرأة الماكثة في البيت ضرورة حصول المعلمين على تكوين نوعي بعيدا عن التكوين الأكاديمي، خاصة بعد أن دخلت التعليمة الخاصة بإدراج بعض الحرف في قائمة الأشغال اليدوية التي يقع على عاتق المعلمين بمراكز التكوين تلقينها للمرأة الماكثة في البيت، وهو الإشكال الكبير الذي ارتأت مصممة الأزياء خديجة بويبة، معلمة بمركز التكوين المهني بالسيدة الإفريقية، الكشف عنه. تخرجت خديجة من معهد تكوين المعلمين ببئر خادم، تعمل منذ عام 1993 كمعلمة في تصميم الأزياء بمركز التكوين المهني بالسيدة الإفريقية، حيث كانت تشرف على تلقين أبجديات التصميم للطالبات الراغبات في التكوين إلى غاية صدور القرار الخاص بتكوين المرأة الماكثة في البيت، والذي أثر بشكل كبير على طريقة التدريس التي كانت تتطلب المستوى التعليمي، على خلاف المرأة الماكثة في البيت التي في أغلب الأحيان لم يكن لديها أي مستوى، حسب خديجة، الأمر الذي انعكس سلبا على المعلمين الذين كانوا يفتقرون لتكوين يؤهلهم لتقديم دروس حول بعض الحرف. كان ينبغي على المعلمين حسب خديجة إيجاد حل لمواجهة الإشكال، فمن جهة يُطالَبون بتعليم المرأة الماكثة في البيت استجابة لفحوى التعليمة لاسيما أن الإقبال على تعلم الأشغال اليدوية كان كبيرا من قبل هذه الشريحة، ومن جهة أخرى يواجهون إشكالية عدم معرفتهم لهذه الحرف التي لم تكن مدرجة في تخصصات المعهد. الأمر الذي حتم علينا تقول المصممة طلب الحصول على تكوين من بعض الجمعيات ليتسنى لنا تعليم النسوة، وهي مبادرة شخصية لم يسبق لأي معلم أن قام بها، وكن نحن الأساتذة توضح وبدافع الوعي بالمسؤولية الملقاة علينا أمام حاجة النسوة إلى التعلم، قررنا البدء في تكوين أنفسنا لخدمة غيرنا. من بين الحرف التي تكونت فيها مصممة الأزياء خديجة؛ التزيين بالأزهار، الطرز بالورود والشورة، بعدها شرعنا تقول في تعليم المرأة الماكثة في البيت، وتمكنا في وقت قصير من تنظيم العديد من المعارض بالمركز في العديد من البلديات خلال بعض المناسبات مثل عيد المرأة، في المقابل لقينا تجاوبا كبيرا من الطرف النسوة اللائي قررن الإلتحاق بالمركز للحصول على تكوينات في مختلف الحرف التي أبدعت فيها أمثالهن. وفي ردها على سؤالنا حول بعض الصعوبات التي تواجهها مع المرأة الماكثة في البيت، تحديدا في عملية التلقين، أفادت: “بأن الصعوبة ليست مع المرأة، إنما مع الجهات التي تبرمج بعض الحرف دون أن يتم تسطير استراتيجيات تكوينية تأخذ بعين الاعتبار انشغالات المعلمين، وتشرح ذلك بالقول: “حقيقة تشجيع المرأة على تعلم بعض الحرف أمر جيد، لكن في المقابل لابد عند تحديد الحرف التي يجري التدريس فيها أن يتم تأهيل الأشخاص الذين يشرفون على عملية التكوين لأن المعهد الذي تخرجنا منه تلقينا فيه دراسة أكادمية حول الخياطة والتفصيل، ومن ثمة نجهل بعض الحرف الأخرى مثل الشورة، لذا أعتقد أن التكوين مهم بالنسبة للمعلمين، من ناحية، ومن جهة أخرى التكوين الذي نقوم به شخصي، بمعنى أننا نقوم كمعلمين بالبحث في الجمعيات عمن يعلمنا بينما كان ينبغي أن تتكفل مراكز التكوين بتعليمنا. نبذل، تقول مصممة الأزياء خديجة، الكثير من الجهد لتعليم المرأة الماكثة في البيت، فلا يخفى عليكم أن النسوة اللواتي يقبلن على المركز متقدمات في السن، فبعضهن جدات، بالتالي يتطلب تعليمهن الكثير من الصبر، وأمام إصرارهن على تعلم بعض الأشغال اليدوية لتزيين منازلهن على حد قولهن أو لشغل أوقات الفراغ، نتجرد من صفتنا كمعلمين ونتعامل معهن بطريقة يغلب عليها طابع الفكاهة والدردشة البسيطة بعيدا عن الأكاديمية ليتسنى لهن استيعاب ما يتعلمنه.