نظمت جمعية ”أصدقاء المعرفة” لولاية قسنطينة، في إطار سلسلة ندواتها الشهرية الخاصة بتقديم قراءة في المشاريع الفكرية العربية المعاصرة، الندوة الفكرية الثالثة بالتعاون مع ديوان مؤسسات الشباب بالولاية، وخصصت لمناقشة المشروع الفكري للدكتور والمفكر والفيلسوف المصري عبد الوهاب المسيري. نشط هذه الندوة الدكتور عبد العزيز بوالشعير، أستاذ الفلسفة بجامعة سطيف، الذي قدّم محاضرة بعنوان ”المعالم الكبرى في المشروع الفكري للمسيري”، تناول فيها أهم المحطات والمعالم التي ميزت تطور فكر عبد الوهاب المسيري منذ أن كان فكرا ماركسيا ماديا، كما قال، إلى أن تحوّل إلى فكر إنساني إسلامي، وما ميّز هذا التحول من تركيز على إعادة تأسيس العلوم الإنسانية من خلال مقاربة نقدية جديدة، وكذا إعادة تأسيس لمفهوم جديد لما سماه ب ”الحداثة الإسلامية”، قبل أن يعرّج الأستاذ المحاضر على سرد المعالم الكبرى للمشروع الفكري للفيلسوف عبد الوهاب المسيري، والتي حصرهافي ثمانية معالم، ليختم محاضرته بالتأكيد على أن المسيري هو بحق صاحب مشروع فكري، ومن الواجب على الطلبةوالدارسين والمهتمين والأساتذة الاعتناء به ودراسته ونقده إن أمكن ذلك. المحاضرة الثانية كانت للأستاذ ميلود رحماني، وهو أستاذ الفلسفة بجامعة سطيف، حاول فيها تسليط الضوء على المنهج المعرفي عند عبد الوهاب المسيري، فتطرّق إلى هذا الموضوع الهام من خلال ثلاثة محاور أساسية، حيث قدم عرضا لتعريف المسيري لمفهوم ”المعرفي” ثم لمفهوم ”المنهج المعرفي” بشكل عام، ثم تفصيله في تطبيقات المنهج المعرفي على الفكر الغربي العلماني كنموذج، ثم تطرّق إلى العلمانية تحت المجهر، قبل أن يفصل بعرض فلسفي دسم، الكثير من المظاهر الكامنة التي تجذّرت في سلوك ووعي المجتمعات العربية والإسلامية، بتأثير من العلمانية المتسللة إلى ثقافة وفكر الأفراد والمجتمعات بصفة عامة. وعرفت الندوة الفكرية الثالثة التي نظمتها جمعية أصدقاء المعرفة، بعد الأولى التي ناقشت المشروع الفكري للمفكر الجزائري مالك بن نبي، والثانية حول المشروع الفكري لمحمد أركون، حضورا معتبرا من قبل جمهور الطلبة والأساتذة والمهتمين، وقد دار نقاش فكري وفلسفي ثري حل موضوع الندوة، وضربت جمعية ”أصدقاء المعرفة” موعدا مسبقا للحضور، للالتقاء مجددا، خلال شهر مارس المقبل لقراءة وتدارس مشروع فكري عربي جديد، متعلق هذه المرة بفكر الفيلسوف العربي الذائع الصيت حسن حنفي