دعوة الطلبة إلى دراسة التاريخ وتحذير من مشكلة انزلاقات التربة حث الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، طلاب المركز الجامعي لميلة على العناية بدراسة التاريخ، لاسيما ذلك الخاص بمدينتهم، كما دعاهم إلى المشاركة في تنمية اقتصاد البلاد. ودعا مسؤولي المركز الجامعي الذي يتوفر على 6 تخصصات لتكثيف الشراكات مع جامعات الوطن الأخرى لاسيما جامعة قسنطينة المجاورة، وكذا الجامعات الأجنبية، وذلك بغية جعل هذا المركز الجامعي قطب امتياز في مجالي الري والزراعة بالنظر للطابع الفلاحي للمنطقة التي يوجد بها أكبر سد في الجزائر. وحل أمس الوزير الاول بولاية ميلة رفقة وفد زاري هام في زيارة تفقدية عاين خلالها عددا من المشاريع في قطاعات السكن والتعليم العالي والصناعة والمجاهدين، كما التقى مع مواطني الولاية وطلابها وكان له معهم حوار حول أوضاع المدينة وكذا تطلعاتهم للمستقبل. وكانت المحطة الاولى في الزيارة وحدة رسكلة ومعالجة وتحويل البلاستيك المسترجع ببلدية شلغوم العيد بطاقة إنتاج تصل إلى 30 طنا يوميا من ألياف البوليستر منها 15 طنا موجهة للتصدير. واستلم هذا المصنع الذي شرع في بنائه في 2007 باستثمار يفوق 363 مليون دج في ديسمبر 2013. ويتكون من وحدة لمعالجة وغسل البلاستيك المسترجع بطاقة 40 طنا يوميا ووحدة لسحق البلاستيك المعالج بطاقة 30 طنا يوميا متخصص في صنع ألياف البوليستر. واستمع السيد سلال بعين المكان لعرض حول ملف الاستثمار بولاية ميلة الذي أوضح أنه تم إيداع 1627 ملفا بين سنتي 2011 و2014 لدى لجنة المساعدة على تحديد الموقع وترقية الاستثمار وضبط العقار ما من شأنه استحداث أكثر من 10 آلاف منصب شغل. كما عرضت على الوفد الحكومي مراحل عمل كل وحدات المصنع، وطالب مسيرها بتسهيل إجراءات تصدير منتوجاته إلى البلدان العربية لاسيما تونس والمغرب والاردن، إضافة إلى استغلال البلاستيك المسترجع من مفرغات النفايات لولاية الجزائر العاصمة ومدن أخرى بالوطن. في السياق، أعطى الوزير الأول تعليمات لوزيرة تهيئة الإقليم والبيئة، السيدة دليلة بوجمعة، لمرافقة هذا المصنع من أجل إنشاء شعب مناولة في إطار المقاولاتية. وببلدية ميلة، تفقد السيد سلال ورشة أشغال إنجاز توسعة المركز الجامعي لعاصمة الولاية بطاقة استيعاب تبلغ 2000 مقعد بيداغوجي التي شرع في إنجازها في أفريل الماضي، وتخص بناء مدرجين بطاقة استيعاب ب400 مقعد لكل مدرج وقاعات للدروس ومخابر وجناح إداري. ويرتقب استلام هذا المشروع في بداية السنة المقبلة، لكن مسؤولي المركز الجامعي اشتكوا من التأخر الكبير في تقدم الاشغال، لذا أعطى الوزير الاول مهلة شهر واحد لمؤسسات الإنجاز لتقاسم أشطر الأشغال مع متدخلين آخرين. وسيستفيد المركز كذلك من مقر جديد للإدارة المركزية يتضمن على وجه الخصوص إدارة فرعية لدراسات ما بعد التدرج والبحث العلمي والعلاقات الخارجية. وبعين المكان، زار الوزير الاول مخبر ومكتبة المركز حيث تحاور مع بعض الطلبة حول مواضيع مختلفة، حاثا إياهم على طلب العلم والبحث من اجل تطوير البلاد، كما شدد عبر أسئلة وجهها لهم حول تاريخ ولاية ميلة على ضرورة دراسة التاريخ والتعمق فيه، قائلا "يجب أن تعرفوا تاريخكم". من جانبهم أكد الطلبة على رغبتهم الكبيرة في المساهمة في تنمية البلاد لاسيما من الناحية الاقتصادية، وقالت إحدى الطالبات إنها تطمح لأن تساهم في تطوير الاقتصاد الجزائري خارج المحروقات، لاسيما عبر تطوير قطاع الفلاحة الذي يعد ميزة هذه الولاية بالنظر إلى القدرات التي تتوفر عليها في هذا المجال. وفي بلدية قرارم قوقة، زار الوزير الاول القطب الحضري الجديد، حيث استمع إلى شروح حول هذا المشروع واطلع على نموذج مصغر يتضمن مختلف الهياكل التي يتضمنها فضلا عن السكنات. ولدى حديثه مع المسؤولين المحليين، شدد الوزير الاول على ضرورة اقحام القطاع الخاص في إنجاز هذا القطب الحضري، مع عدم تقييده ببناء عمارات فقط وتشجيع بناء مساكن فردية. لكنه أبدى انشغالا كبيرا بخصوص الارضية التي خصصت لهذا المشروع، متسائلا "هل أعدت دراسات حول الارضية، لكون منطقة قرارم قوقة معروفة بانزلاقات التربة؟". ورغم طمأنة المسؤولين عن قطاع السكن بخصوص القيام بمثل هذه الدراسات وتأكدهم من سلامة التربة، فإن الوزير الاول ذكر بوجود سد بني هارون، مشيرا إلى أنه لايجب النظر إلى الامر في الوقت الحاضر فقط، بل يجب إعداد اسقاطات مستقبلية، خاصة مع امتلاء سد بني هارون وكذا وجود خط زلزالي يمر عبر قسنطينة وقرارم قوقة. لذا طالب الوزير الاول بعدم تكثيف الحركة العمرانية من جهة وغرس أكبر عدد من الأشجار من جهة أخرى، كما اعترض على بناء المدرسة بعيدا عن السكنات لاسيما الابتدائية وجدد دعوته إلى التعمير بطرق حضارية. وفي الاخير طالب المسؤولين بتصحيح النقائص والتعامل مع مسألة الانزلاقات بجدية اكبر. وكانت آخر محطة في الزيارة الميدانية للوزير الأول المركب التاريخي بوسط الولاية، حيث اطلع على تقدم الأشغال في هذا المشروع الذي يرتقب أن يسلم في جويلية المقبل، حسب البطاقة التقنية. ولدى اطلاعه على تفاصيل المشروع ألح السيد سلال على الاهتمام بالمتاحف في هذه المدينة المعروفة بكونها "متحفا في الهواء الطلق" كما قال، مشيرا إلى الكنوز الكبيرة التي تمتلكها ميلة في هذا المجال، داعيا إلى تثمينها ضمن هذا المركب. وبالمناسبة، دشن النصب التذكاري للمجاهد عبد الحفيظ بوصوف الذي تمت إعادة تأهيله فضلا عن مقبرة الشهداء.