خرج الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في آخر تصريح له عن سياق التصريحات التي ما فتئ المسؤولون السياسيون والعسكريون الإيرانيون يتوعدون بها أعداءهم، بعدما أعرب عن استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش. وقال الرئيس الإيراني في تصريح صحفي أمس، أننا "لا نحتاج الى واسطة لاجراء مفاوضات مع الولاياتالمتحدة وسنخوض محادثات مباشرة معهم متى اقتضت الضرورة" . ويأتي تصريح الرئيس الإيراني بعدما كان أعرب عن ترحيبه لفتح تمثيلية دبلوماسية لواشنطن في طهران، وقال الرئيس نجاد انه يرحب بالتواجد الأمريكي على أرض إيران إذا كان في تشكيلة تمثيلية دبلوماسية. وأضاف في سياق رده على سؤال بخصوص هذه المسألة أنه لحد الساعة لم تتلق طهران أي طلب من هذا النوع من قبل واشنطن لكننا نرحب بأي عمل من شأنه توطيد العلاقات بين الشعبين الإيراني والأمريكي. ويأتي ترحيب طهران بفتح تمثيلية أمريكية في إيران بعد أيام من كشف مسؤول في كتابة الدولة الأمريكية، أن إدارة الرئيس بوش ولأول مرة وضعت فكرة فتح فرع للمصالح الأمريكية في طهران قيد الدراسة. غير أن الرئيس الإيراني الذي يرفع يدا للتحدي من جهة ويدا للسلام من جهة أخرى، توعد مجددا العدو بقطع يده إن تجرأ على استهداف منشآت بلاده النووية في إشارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. وقال الرئيس نجاد في تصريح صحفي أمس "حتى قبل أن يضع العدو يده على الزناد فإن القوات المسلحة الإيرانية ستقطع يده" . وليس ذلك فقط فالرئيس الإيراني الذي اشتدت القبضة مؤخرا بينه وبين الغرب لا سيما بعد التجارب الإيرانية لصواريخ باليستية، أكد أن ما كشفته طهران من قدراتها الدفاعية يبقى مجرد جزء بسيط من الإمكانيات التي تتمتع بها. وتوعد بالكشف عن إمكانيات دفاعية أخرى في المستقبل إذا استدعى الأمر ذلك. وكانت لهجة التهديد والوعيد تصاعدت بين طهرانوواشنطن من جهة وبين طهران وإسرائيل من جهة أخرى، بعد التلويح الأمريكي الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية لإرغام طهران على التخلي عن برنامجها النووي. تهديد تسارعت فصوله وبلغت مرحلة المناورات العسكرية في قلب الخليج العربي في مؤشر واضح على إمكانية حدوث مواجهة مسلحة بين هذه الأطراف الثلاثة رغم استبعاد الرئيس الإيراني إقدام الولاياتالمتحدة وحتى إسرائيل على أي هجوم عسكري محتمل ضد بلاده من منطلق أن هاتين القوتين غير مستعدتين للدخول في مغامرة جديدة في المنطقة على غرار المغامرة العراقية. وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني في الوقت الذي من المنتظر أن يستأنف فيه ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا جولة جديدة من المفاوضات بخصوص الملف النووي الإيراني، حيث من المقرر أن يلتقي بكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي السبت القادم بمدينة جنيف السويسرية. وهو اللقاء الذي ينتظر أن يتركز مضمونه حول الرد الإيراني بخصوص العرض الغربي الذي تقدمت به مجموعة الخمسة زائد واحد إلى طهران وتضمن حوافز اقتصادية لهذه الأخيرة مقابل تخليها عن أنشطة تخصيب اليورانيوم. ولكن الرئيس الإيراني جدد موقف بلاده بشأن هذه المفاوضات وقال أنه يجب أن تتم في ظروف تطالب طهران بأن تكون عادلة ودون أي شروط مسبقة. وجدد استعداد بلاده للتفاوض مع الجميع وقال على الأمريكيين إذا أرادوا المشاركة في المفاوضات أن لا يضعوا شروطا مسبقة. وفي الوقت الذي تتواصل فيه تفاعلات الملف النووي الإيراني كشف الرئيس نجاد عن لقاء جمعه مع قائدين في القوات الدولية في العراق خلال زيارته التاريخية الى هذا البلد شهر مارس الماضي. وقال الرئيس نجاد في تصريحات نشرتها لأول مرة صحف ايرانية نهاية الاسبوع، "أنه عند تواجده في العراق اعلموني ان هناك قائدا من قوات التحالف يريد رؤيتي ولم ارفض ذلك". وأضاف ان القائد العسكري الذي كان في صدد الذهاب في عطلة أرجأ عطلته حتى يتمكن من لقائي وأخد صور إلى جانبي رفقة قائد عسكري آخر".