في هذه المرحلة التي تعرف فيها بطولات كرة القدم الجزائرية بمختلف مستوياتها أخطاء جسيمة في التحكيم خلال المباريات، بدأت الأوساط الكروية تتطلع إلى رد فعل من الهيئة التقنية التي تسير هذا السلك وخاصة من رئيس الاتحادية، محمد روراوة، لاسيما وأن هذا الأخير كان قد قام في عهدته الأولى بعملية تطهير في صفوف الحكام بمختلف مراتبهم خصوصا الحكام الفيدراليين، لما تمادوا في ارتكاب أخطاء فادحة في إدارة المباريات تسببت في وقوع أعمال عنف في الملاعب، وكان هؤلاء الحكام متهمين في تلك الفترة بترتيب نتائج المباريات وحتى بتلقي الرشاوى، وقد اعترف الجميع فيما بعد أن تلك الإجراءات ساهمت في تهذيب التحكيم ومنعته من "التغول" على الأندية، فسار التحكيم بصفة جيدة خلال الموسم الرياضي الفارط وما قبله، إلى درجة أن بعض الحكام برزوا ونالوا رضا الجمهور الرياضي الكروي بفضل التزامهم بتطبيق قوانين اللعب حتى في أصعب الظروف، لكن للأسف الشديد عاد التحكيم السيئ في بطولات الموسم الجاري، لا سيما منذ انطلاق مرحلة العودة التي يحسم فيها عادة مصير الفرق النازلة والفرق الطموحة لنيل اللقب أو تلك التي تريد الحصول على مراتب مشرفة، لأن أكثر ما لاحظناه على التحكيم في هذا الموسم أن أخطاءه الجسيمة تقع عادة في المباريات التي تشارك فيها الفرق المرشحة للعب الأدوار الأولى وتستفيد منها عادة هذه الأخيرة، وما نأسف له كثيرا ويجعلنا نمتعض من تكرار هاته الأخطاء "غير البريئة" أن العقوبات التي تتخذها اللجنة التقنية الوطنية للتحكيم لا تتعدى معاقبة الحكم المخطئ بمنعه من إدارة المباريات بجولتين أو ثلاث فقط. صحيح أن الحكم بشر ويمكنه أن يقع في الخطأ، لكن لا يمكن لمن يعرف جيدا قوانين هذا السلك قبول حكام قليلي اليقظة أثناء إدارتهم للمباريات، لا يميزون بين شرعية ضربة الجزاء من عدمها ولا يعرفون كيفية تحديد وضعية التسلل والإعلان عن مخالفة شرعية، لكن لا يجب تعميم هذه الأخطاء على جميع الحكام لأننا نجد من بينهم من له إلمام كامل بقوانين اللعبة ويرفض المساومات، حفاظا على سمعته ودفاعا عن مهنة التحكيم، إلى درجة أن البعض منهم كانوا عرضة لعنف مبرح من لاعبي الفرق ومن مسيري الأندية على غرار ما حدث للحكم يوسف سقني من رابطة برج بوعريريج، حيث تعرض لنطحة بالرأس ارتكبها ضده أحد مسيري فريق جلبانة وتسبب هذا الاعتداء الجسدي في إلحاق أضرار بليغة بهذا الحكم الذي اضطر حسب معلومات صحفية إلى إجراء عمليتين جراحيتين على مستوى الأنف، فدفع غاليا قرار منح ضربة جزاء شرعية للفريق الضيف شباب قايس. ونحن على مقربة من نهاية المنافسة الرياضية، نتمنى أن تنتبه الهيئات الكروية وسلك التحكيم إلى هذه الوضعيات وأن تعمل على محوها، حفاظا على سمعة رياضتنا.