حطت أول أمس بمدينة بومرداس قافلة الثقافة الغرداوية حاملة معها أهم ما يميز هذه الولاية الجنوبية من تراث، فبالإضافة الى الفولكلور المحلي واللوحات التشكيلية التي تعكس الإرث الحضاري، حملت القافلة معها المصنوعات اليدوية من نسيج وزراب وأفرشة ونعال جلدية مصنوعة باتقان يعكس تفاني صانعيها وحبهم لحرف بات الاندثار يتربص بها.. أسبوع كامل هو عمر التوأمة التي ستجمع ولايتي غرداية وبومرداس هذه الأيام، يتم خلالها عكس التزاوج الساحلي والجنوبي من خلال تبادل ثقافي تم التحضير له لأشهر. ووقع اختيار مديرية الثقافة لغرداية على بومرداس الساحلية كون هذه الأخيرة واحدة من أجمل مدن الشريط الساحلي للوطن حيث تتزاوج زرقة البحر باخضرار الغابات على امتداد ساحل الولاية التي انطلق فيها الموسم الصيفي لهذه السنة مبكرا. وقد وقع الاختيار عليها كأول محطة في سير القافلة الغرداوية الترحالي في إطار المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية، بحسب حديث السيد بحريز مصطفى رئىس مصلحة العمل الثقافي تحمل معارض في الصناعة التقليدية، السياحة، الفن التشكيلي، التراث المادي والمعنوي كالمخطوطات والتراث المعماري إلى جانب عروض فولكلورية متنوعة ليستمتع بها حشد الزائرين والسياح. وأشار المتحدث الى أن هذه التوأمة تأتي كامتداد للأسابيع الثقافية التي تم تنظيمها خلال احتضان الجزائر لفعاليات "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" ل2007 للحفاظ على ذات الحركية الثقافية ولتعم أواصر التعارف بين مناطق الوطن وتبادل المعلومات التراثية ونقل الإرث الحضاري للجمهور العريض. وطبعا لم تغب عن هذه التظاهرة التي تحتضنها دار الثقافة رشيد ميموني لبومرداس بدءا من أول أمس والى غاية الخميس المقبل، كل ما يمت بصلة للحياة اليومية للإنسان في بعض مناطق جنوبنا الكبير، إذ حمل العارضون وكلهم نساء بحسب ما لاحظناه مصنوعات يدوية، صحيح أنها تقليدية ولكنها بالنسبة اليهم يومية أي أنه لا يمكن تجاوزها في حياتهم الاجتماعية اليومية لصالح بدائل دخيلة، ومن أهم تلك المعروضات الأفرشة والأغطية والزرابي والوسادات وحتى بعض الملبوسات الرجالية كبالرانيس والقلنسوا وبعض ما تحمله عروس غرداية في "جهازها" وكلها أشياء مصنوعة يدويا إما من وبر الإبل أو صوف الغنم... وهناك أىضا النعال والأحذية الجلدية المصنوعة من جلد الماعز أو الإبل ذلك لأن منطقة غرداية كغيرها من مناطق الجنوب الكبير يعتمد معظم سكانها على تربية المواشي سواء للاكتفاء الذاتي أو المتاجرة بها محليا أواقليميا كمصدر أساسي للرزق. وتحمل أجندة الأسبوع الثقافي لغرداية ببومرداس زيارات لبعض المدن الساحلية بهذه الأخيرة دائما بغرض التبادل والتفاعل الثقافي للولايتين.. والأكيد أن الزائر لهذا المعرض سيكتشف ما تجود به قريحة المواطن الجزائري على اختلاف انتمائه العرقي أو حدود تواجده.