دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله بالجزائر العاصمة، إلى ضرورة التزام المؤسسة الصينية المكلفة بإنجاز مشروع جامع الجزائر بالمحمدية، بالطابع المغاربي الإسلامي في تشييد هذا الصرح الديني الهام، مشددا على أهمية إشراك جهود كافة المعنيين بقطاع الشؤون الدينية لإتمام إقامة هذا المسجد في آجاله المحددة (سبتمبر 2015)؛ باعتباره ثالث أكبر مسجد في العالم، علما أن تقدم الأشغال به بلغ نسبة 25 بالمائة. أكد غلام الله أمس الثلاثاء في زيارة تفقدية برمجتها ولاية الجزائر لمتابعة أشغال هذا المشروع بالمحمدية (الجزائر العاصمة)، بمعية والي العاصمة عبد القادر زوخ، أن الشركة المكلفة بإنجاز هذا المشروع ملزَمة بالتقيد بالطابع المغاربي الإسلامي في كامل أشغال الإنجاز، وكل ما يتعلق بأشغال التزيين والزخرفة وباقي الأعمال التحسينية الأخرى والمحيط الخارجي للمسجد. وأوضح غلام الله الذي وقف على وتيرة أشغال المشروع، أنّ الجزائر لطالما حافظت على احترام الهندسة المعمارية المغاربية في تشييد بيوت الله وإعمارها على المستوى الوطني، وذلك تماشيا مع الهوية الوطنية الإسلامية التي تبنتها الجزائر منذ الفتوحات الإسلامية، داعيا إلى الحفاظ على هذا الموروث الديني والثقافي للأجيال القادمة. واستمع ممثل الحكومة في هذا الإطار، إلى شروحات مستفيضة حول الوتيرة المتسارعة لتقدم الأشغال، والعراقيل المسجلة في بعض الجوانب التقنية المحضة، وعد الوزير بتداركها في أقرب الآجال، حاثا المسؤولين القائمين على المشروع، على احترام آجال الإنجاز والتسليم المتفق عليها في دفتر الشروط الموقّع. كما وقف على مختلف الورشات التي لاتزال بها الأشغال متواصلة على قدم وساق حسب الشروحات التي قُدمت له من قبل المسؤولين المعنيين - لاسيما فيما يتعلق بتهيئة الأرضيات والأسس والبنى القاعدية، إلى جانب اطلاعه الشخصي على مواد البناء الأولية المستخدَمة في أشغال البناء والتشييد، مطالبا باحترام معايير البناء والهندسة المعمول بها على المستوى العالمي. وحسب المعطيات التي قدمها مسؤولو المشروع، فإن الأولوية خُصصت لبناء 06 عمارات رئيسة من بين 12 عمارة، يضمها الجامع (قاعة صلاة تستوعب 126 ألف مصل، والصومعة بعلو يقدَّر ب 300 متر)، والساحة والمركز الثقافي ودار القرآن التي تسير بها الأشغال بين 40 و90 بالمائة. وأكدوا أن وتيرة الإنجاز ستتسارع لاسيما بعد اقتناء بعض أجزاء المشروع التي يجري تصنيعها بالخارج، للانتهاء من هذا المشروع وتسليمه في آجاله القانونية (سبتمبر 2015). ومن جهته، وقف والي العاصمة عبد القادر زوخ هو الآخر، على الوتيرة المتسارعة التي يشهدها مشروع الجامع الكبير، مبديا ارتياحه الكبير لنوعية الأشغال الجارية وصرامة اليد العاملة الجزائرية، التي أثبتت كفاءتها ميدانيا. ودعا السيد زوخ في هذا الإطار، إلى الحرص على الصورة الجمالية والعصرية لهذا الصرح الإشعاعي العلمي والثقافي، خاصة تواجده بمحاذاة الواجهة البحرية للعاصمة (المحمدية)، إلى جانب قرب موقعه من شبكة المواصلات المتنوعة، كالطريق السريع ومحطة القطار والمحطة البرية وكذا خطي الترامواي والميترو. كما شدّد على ضرورة مواصلة أشغال التهيئة الحضرية لوجه العاصمة وضواحيها، مؤكدا أنّه من الضروري أن تستعيد المنطقة صورتها النظيفة المعهودة، خاصة أن الأمر متعلق بعاصمة الجزائر. وللإشارة، فقد التزمت الشركة الصينية المكلفة ببناء جامع الجزائر، بتسليم المشروع الذي دشنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في 31 أكتوبر 2011 خلال 42 شهرا. كما يتوافد 7 آلاف صيني على العمل في ورشات المشروع مقابل 10 آلاف عامل جزائري، يستفيدون من برامج تكوينية في ميادين البناء والتشييد، منهم طلبة جامعات ومعاهد عليا للبناء والأشغال العمومية. كما يُتوقع أن يصل عدد زائري هذا الصرح الديني الذي دُشنت به الأشغال رسميا يوم 20 ماي 2012، إلى ما يقارب 120 ألف زائر يوميا لمختلف المرافق، كالمكتبة وقاعة الصلاة ودار القرآن وغيرها من الفضاءات الأخرى. وحضر الزيارة الرسمية لوزير الشؤون الدينية والأوقاف سفير الصينبالجزائر ليو يوهي، والمدير العام للوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر، التي أنشئت في أفريل 2005.