وقعت، أمس، الوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره والشركة الصينية المكلفة بالإنجاز ''cscec''، على العقد النهائي للشروع في تجسيد المشروع الذي سيكلف ما يزيد عن 1.9 مليار أورو، حيث باشرت الشركة الصينية، منذ أمس، أشغال البناء التي ستستغرق 48 شهرا على أن يسلم شهر أوت 2015 كآخر أجل. وقد انطلقت، أمس، وبشكل رسمي أشغال إنجاز مشروع المسجد الأعظم ببلدية المحمديةبالجزائر العاصمة، بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله ومستشار رئيس الجمهورية السيد محمد علي بوغازي وعدد من رؤساء المؤسسات وخبراء في شؤون البناء ووفد صيني هام يضم مسؤولين عن الشركة المكلفة بالإنجاز وسفارة جمهورية الصين بالجزائر إلى جانب مهندسين وخبراء صينيين ووفد صحفي صيني كبير حضر لتغطية هذا الحدث الهام بالنسبة للشركة الصينية والجمهورية ككل. وسيكون جامع الجزائر مفخرة الجزائريين باعتباره أكبر صرح ديني وثقافي سيخلد لعهد الاستقلال واسترجاع الدولة الجزائرية لسيادتها وسيسجل التاريخ اسم الرئيس بوتفليقة بأحرف من ذهب نظير إنجازاته التي جسدها منذ اعتلائه سدة الحكم. وقد أشاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بهذا الإنجاز الذي سيكون مفخرة الجزائريين باعتباره ثالث نموذج ضخم لمشروع جامع والأول من نوعه من حيث المرافق والدور الثقافي والديني الذي سيلعبه مستقبلا على اعتبار أنه سيكون منارة علم وبحث لطلاب العلم والدين بالجزائر وخارجها وسيكرس الهوية الجزائرية الحقيقية التي ترتكز على الدين والأصالة والتاريخ.. معتبرا هذا اللقاء الأخير على أرضية مشروع المسجد قبل العودة إليه سنة 2015 لتدشينه . مسؤول الشركة الصينية المكلفة بالإنجاز هنأ الجزائريين على ضخامة وجمال مشروع جامع الجزائر الذي يعد في نفس الوقت من أهم وأكبر المشاريع في سجل الشركة المنجزة وتاريخها مثنيا على اختيارها لتجسيد المشروع الذي يعد من أهم وأكبر المشاريع لديها، معتبرا اختيار الشركة اعترافا لها بنجاحاتها وعلامة ثقة تعتز بها الشركة والصين كذلك، مضيفا أن كبار المسؤولين على وعي تام بالتحديات التي تنتظرهم خاصة تلك المتعلقة بآجال الإنجاز والتكلفة. وقد قطع مسؤول الشركة الصينية ونائب السفير الصيني بالجزائر وعدا بتسليم المشروع في آجاله المحددة والتي لن تتعدى شهر أوت 2015 كما عبرا عن التزامهما بعدم تجاوز التكلفة الخاصة بالمشروع التي تفوق 1.9 مليار يورو وهذا أقل ما يمكن تقديمه للسلطات الجزائرية نظير الثقة التي وضعتها في الشركة الصينية.. واعتبرت نائبة السفير الصيني بالجزائر توقيع عقد الانجاز في خمسينية استقلال الجزائر تأكيدا على المساندة الدائمة التي أبدتها الصين للجزائر سواء أثناء ثورة التحرير أو ثورة البناء والتشييد الحاصلة اليوم بالجزائر، بحيث رافقت المؤسسات الصينية أكبر وأهم المشاريع خاصة خلال العشرية الماضية مذكرة بحجم التبادلات بين البلدين والتي بلغت خلال سنة 2011 حوالي 6.24 ملايير دولار أي بزيادة تفوق 24 بالمائة عن .2010 وقد جاء عقد الإنجاز الذي تم التوقيع عليه في 20 جزءا و12 ألف صفحة ضمت جميع التفاصيل الإدارية والتقنية والمالية الخاصة بالمشروع الذي يضم 15 ألف مخطط ..علما أن المشروع سيوظف خلال عملية الإنجاز 17 ألف عامل في جميع التخصصات نصفهم جزائريون في حين سيتم توظيف ما بين 1500و2000 عامل بجامع الجزائر بعد تسليمه منهم 710 عامل متخصصين في الأمن فيما يتوزع الباقون ما بين الإطارات والتقنيين.