حصة تواجدت منذ أكثر من أربعين سنة، تخرّجت منها أقوى الأصوات وأجملها وعلى سبيل الذكر لا الحصر القديرة: ”نادية بن يوسف”، ”يوسف طوطاح”، ”نرجس”، ”يوسف بوخنتاش”، ”جميلة ساحلي” ، “إمنصورن”، ”محمد محبوب” والقائمة طويلة؟ كل هذه الأسماء كانت بالفعل جديرة بنجاحها وتبوئها أولى المراتب. فهؤلاء منهم اليوم من أصبح مدرسة بحد ذاته لمسيرته وعطائه، وبعد انقطاع سنوات عادت حصة ”ألحان وشباب” لتكتشف مواهب جديدة لجيل جديد تختلف نظرته وتطلعاته إلى ولوج عالم الفن، ونحن نتتبع الطبعة الخامسة لسنة 2014، لاحظنا بالفعل وجود مواهب وإن كانت قليلة لكنها موجودة وبقليل من التدريب والتوجيه والرعاية حصلنا في النهاية على ثلاثة أصوات متمكّنة من أداء طبوع مختلفة، مما يؤكّد على ضرورة وجود مدرسة تكتشف المواهب وتدعمها كما في سائر الدول ومنها الدول الأوربية التي تخصص ميزانيات ضخمة لمثل هذه الحصص التي تجلب غالبا جمهورا كبيرا من مختلف الدول، خاصة الدول العربية المهووسة بالفن والغناء، فألحان وشباب التي تبثها قنواتنا التلفزيونية لم تصل بعد لمستوى محبوب العرب أو الصوت، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنها الارتقاء بمستواها إلى هذا المستوى الغائب المنشود الذي لن يتحقق ما لم نوظف لأجل ذلك أهل الاختصاص خاصة لجنة التحكيم الواعية بالدور المنوط بها وبمسؤولية قرارها، وننتقي الجيّد من الأصوات التي يمكن أن نتباهي بها في المهرجانات والتظاهرات والمحافل الدولية. فالحصة رغم كونها هامة وضرورية للشباب، إلا أنها لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب في غياب المعطيات الواجب توفرها لنجاح مثل هذه الحصص الفنية التي تتطلّب الكثير من الجهد والصرامة من طرف الساهرين عليها من أساتذة وخبراء وموجهين في مجال الأداء، الموسيقى، الديكور، الإيتيكيت وأشياء أخرى كثيرة لا يجب أن تهمل...